صيدنايا.. قلعة الأسرار – محاولة الهروب

مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء السادس والعشرون

بعد عدة أيام من الأحداث الأخيرة بدأنا نعتاد على الوضع الجديد ولكن الغموض وعدم معرفة ما يحصل في الداخل وما تخطط له اللجنة العسكرية جعل الجميع في حالة خوف واستنفار دائمين كما أن كثرة الشائعات المختلفة حول نوايا المعتقلين واللجنة العسكرية تسبب بحالة خوف من المجهول لدى جميع القوات.

الشيء الوحيد الذي كنت متأكداً منه هو أن بناء السجن لم يعد صالحاً لاحتجاز المعتقلين من خلال ما رأيته أثناء الأسر؛ فقد قام المعتقلون بفتح معظم الجدران على بعضها كما قاموا بنحت الجدران الخارجية مما جعلها سهلة الهدم.

أكثر الشائعات القابلة للتصديق كانت قيام المعتقلين بحفر أنفاق من تحت البناء للخارج، لذلك أمرت إدارة السجن بنشر الحرس حول البناء بشكل مكثف كما قاموا بإغلاق مصارف المياه برمي قنابل داخلها وردمها.

كانت فكرة الخروج من السجن ما زالت موجودة عند الكثير من المعتقلين ممن يعتبرون أن ما جرى ليس النهاية لذلك وقعت حادثة بعد حوالي أسبوعين كان من شأنها أن تقلب الأمور.

فبعد أن أحدث المعتقلون حفرة في الجدار الخارجي من الجهة الشمالية في الطابق الثاني كانت خطتهم إنزال سيور الفرن التي تنقل الخبز من فتحة الجدار إلى الأسفل والانزلاق عليه حيث كان يتمركز أحد الحرس ويحمل رشاشاً.

أثناء الليل سمعنا عدة طلقات نارية فتوجه الجميع إلى المكان ووجدنا سيور الفرن قد نزلت من الفتحة وحاول أحد المعتقلين الانزلاق عليها وقتل الحرس بسكين كان يحملها ولكن انتباه الحرس أفشل خطته وتم إطلاق النار عليه أثناء نزوله فتم قتله على الفور.

ولو أن محاولتهم نجحت لتمكنوا من قتل الكثير من العناصر قبل أن يتم إيقافهم، ومع أن الهروب من السجن كان شبه مستحيل إلا أن تحركات المعتقلين كانت تدل على عدم استسلامهم.