صيدنايا.. قلعة الأسرار – استنفار مريب

مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء السابع عشر

مع أن المسافة بين الباب الرئيسي ومبنى السجن كانت بعيدة إلا أننا كنا على اطلاع على الأوضاع في الداخل حيث كنا نأخذ المعلومات من عناصر الداخلية عند خروجهم.

وحسب قول العناصر فقد ساءت الأوضاع كثيراً في الداخل من حيث انضباط المعتقلين فقد أصبحت السيطرة عليهم صعبة للغاية ولم يعد لعناصر الداخلية أي هيبة أو سلطة على المعتقلين، وكان كلام صف الضباط يدل على عدم الرضا بهذا الوضع ولكن لم يكن الأمر بأيديهم فقد كانت هذه أوامر إدارة السجن والتي من المؤكد أنها تنفذ قرارات أعلى، إلا أن ترك الأمور على ما هي عليه ليست إلا تحضيراً لشيء ما.

في هذه الفترة جاءت إلينا تعليمات من إدارة السجن بأن نحضر أنفسنا للقيام بعملية (رمي ليلي)، بدا لنا هذا القرار غريباً وخاصة أنه لم يحدث من قبل فقد قمنا عدة مرات بالرمي ولكن في وضح النهار. ومع ذلك فإن الشكوك كانت لدى الجميع بأن هناك أمراً وراء ذلك ولكن لم يكن أحد يعلم ما يتم تحضيره.

وصلت الحالة في الداخلية كما قال بعض صف الضباط بأن أصبح المعتقلون يتطاولون على العناصر ولم تعد تهمهم التعليمات وكانت التعليمات من الإدارة بعدم استفزاز المعتقلين وضبط النفس. وذكر أحد الرقباء بأن حالة المعتقلين وتصرفاتهم تدل على أن هناك شيئاً يحضّر في الخفاء.

من الأشخاص الذين استغربت زيارتهم للسجن (محمد حبش) عضو مجلس الشعب بعدها علمت أن ذلك كان بغاية إلقاء محاضرات على المعتقلين وخاصة المعروف عنهم التشدد، وعلمت أيضاً أن (محمد رمضان البوطي) كان هو الآخر يتم جلبه من قبل فرع المخابرات، إلا أن ذلك لم ينفع مع المعتقلين فقد ذكر لي أحد الرقباء أنه أثناء إلقاء حبش لإحدى المحاضرات بدأ المعتقلون بالصراخ ومناداته بعميل المخابرات وكثر منهم رفضوا الحضور.