صيدنايا.. قلعة الأسرار – اليوم الأول على السطح

مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الواحد والعشرون

بدأنا بالتحرك نحو السطح وسط الدخان والصراخ ورأيت أحد المجندين في ساحة المسدس ملقى على الأرض جثة هامدة ودخل أحد أطباء السجن وكان برتبة ملازم مجند لعلاج الجرحى ثم وصلنا إلى سطح السجن، في البداية ظننت أن مجموعتنا هي الوحيدة التي وقعت في الأسر ولكن عندما أصبحنا على السطح رأيت مئات العناصر.

توقف إطلاق النار في الأسفل حول السجن ثم بدأ المعتقلون بوضعنا على أطراف السطح  قاموا بربط أيدينا إلى الخلف وكان تفكيرنا مشغولاً كيف سيقوم عناصر الشرطة في الأسفل بإطلاق النار علينا أو كيف سيقوم المعتقلون برمينا إلى الأسفل، لم يحصل أي من هذين وجاء إلي أحد المعتقلين ليسألني عن أبواب السجن الخارجية وما إذا كان هناك ألغام حول السجن، قلت له بأن السجن محاط بالألغام، فقال لي “رح تمشوا قدامنا ونحن وراكم”.

ما لبث أن بدأ إطلاق قنابل الغاز على السطح فبدأ الجميع بالركض على السطح والابتعاد عن الغاز الذي سبب لنا الاختناق، تمددت على بطني ووضعت قميصي الداخلي على وجهي ثم جاء أحد المعتقلين وأخذه مني وقام بوضعه بالماء ثم أعطاني إياه وعندها أصبحت أستطيع التنفس، سمعت صوت طائرة حربية فوق السجن وبدأت الطائرة بالدوران، كنت خائفاً من أن تقوم بقصف السجن، ثم بدأت أسمع صوت إطلاق نار من بعيد وكان عدد من القناصة قد تمركزوا في الأماكن العالية المطلة على السطح وبدأوا باستهداف المعتقلين، سمعت صوت رصاصة قريبة مني ثم صرخ أحد المعتقلين “تصاوب الضابط”.. كان الرائد إياد من مدرسة الشرطة بالقرب مني وقد أصيب في كتفه، قاموا بلف جرحه واستمر القنص حوالي نصف ساعة، وكان قد قتل عدد من المعتقلين ثم توقف بعد ذلك وقد قام بعض العناصر من المهام الخاصة برمي أنفسهم من أعلى والبعض قام بالنزول على مواسير المياه ولكن من ثقلهم كسرت المواسير وسقطوا فوق بعضهم ومات البعض منهم.