صيدنايا.. قلعة الأسرار – أساليب قمع شيطانية

مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الرابع والعشرون

كان خطأي الأول بعد خروجي من الأسر تلك الليلة أنني لم أتوجه إلى سيارة الإسعاف التي كانت تنتظرنا بل ذهبت إلى مهجع صف الضباط ونمت حتى الصباح، بعد ذلك توجهت إلى المستوصف فقال لي أحد أطباء السجن أنه يجب تحويلي للمشفى، كان الوضع حول السجن لا يطاق من كثرة القوات الموجودة فلم نجد حتى مكاناً، للنوم ثم عرفت أن معظم عناصر السجن الذين ذهبوا للمشفى قد حصلوا على إجازات مرضية رغم أن حروقهم ليست كبيرة، فتم تحويلي مع بعض العناصر الباقين إلى المشفى وهناك عرفت بأن العقيد علي قد أصابته أزمة قلبية على إثر الأحداث وأنه موجود في المشفى.

بقينا إلى اليوم الثاني ثم تم إخراجنا مع إجازة لمدة خمسة عشر يوماً، توجهنا إلى السجن وكان لابد من موافقة مدير السجن على الإجازة ولكننا تفاجأنا بوجود العقيد علي هناك فرفض السماح لنا بحجة عدم وجود عناصر كافية في السجن.

كانت الروايات متضاربة حول عدد القتلى من الطرفين، البعض يقول بأنه قتل من الشرطة عشرة عناصر والبعض يقول عشرين معظمهم من عناصر الفرع أما من المعتقلين فعندما كنا على السطح فقد سمعتهم يعدون أسماء القتلى وكانوا حوالي خمسة عشر شخصاً، البعض قتلوا أثناء محاولتهم الخروج من باب السجن والبعض تم قتلهم قنصا على السطح.

لم يبق في داخل السجن إلا المعتقلون الإسلاميون والمعارضون أما الجناح العرفي وجناح الضباط والعسكريين فقد تم نقلهم إلى السجن الجديد وهو بالقرب من السجن القديم.