صيدنايا.. قلعة الأسرار – نهاية غير متوقعة

مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الثلاثون

تبين للجميع أخيراً بأن اتفاق ترحيل المعتقلين إلى سجن “عدرا” هو اتفاق حقيقي وأنه لا توجد طريقة أخرى لحل هذا الأمر وإعادة ترميم مبنى السجن دون إبعاد المعتقلين عنه.

بدأت التحضيرات لنقل المعتقلين، كان ذلك في كانون الأول سنة 2008 حيث جلبوا إلى السجن جهازاً لكشف المعادن للتفتيش، كان الاتفاق يقضي بنقل أول دفعة من المعتقلين وذهاب لجنة منهم للاطلاع على أن الأمر سينفذ كما اتفق عليه، وتم تجهيز ما يقارب الخمسين معتقلاً بعد تفتيشهم وتفتيش الأغراض التي سيحملونها معهم وتم وضعهم بسيارة نقل المساجين مع خمسة من الممثلين عنهم للاطلاع على المكان والمعاملة، ثم توقفت عملية التجهيز حتى عودة المكلفين بالمراقبة، وبناءً على ما يرونه من تنفيذ الاتفاق سيتم إما متابعة النقل أو إيقافه.

عاد المكلفون بعد حوالي ساعتين وبدا أن الاتفاق يسير كما يريدون فتمت متابعة النقل، كان عدد المعتقلين يقارب الألف معتقل، ونتيجة التفتيش الدقيق والاجراءات الأمنية المشددة كان عدد المعتقلين الذين يتم نقلهم يوميا لا يتجاوز مئتي معتقل لذلك استمرت عملية النقل لخمسة أيام.

وصلنا إلى نهاية المطاف وصادف ذلك أن تكون نهاية خدمتنا في هذا الجحيم مع نهاية هذه الأحداث الدامية، فقد كنا ننتظر صدور قرار بتسريحنا مع خوف كبير من أن يتم الاحتفاظ بنا لأشهر أخرى نتيجة هذه الأحداث، وحتى في اليوم الأخير لم يتخلوا عنا رغم معرفتهم بأمر تسريحنا فقد حاولوا تكليفنا ببعض الأمور، ونحن بدورنا لم نكن نصدق بأننا سنغادر هذا المكان حتى بعد أن حصلنا على دفتر خدمة العلم، كان ذلك أشبه بالحلم عندما وصلنا إلى الباب الرئيسي ولأول مرة نخرج منه إلى غير رجعة، وقفنا خارج الباب ومازالت فكرة أن يتم اعادتنا إلى الخدمة تسيطر على عقولنا، لذلك حاولنا قدر الإمكان الابتعاد عن الباب مشياً على الأقدام حتى تأتينا واسطة النقل.