أكثر من 20 قاعدة عسكرية أميركية في سوريا

فريق التحرير20 أغسطس 2018آخر تحديث :
قاعدة العسيلية قرب مدينة منبج شرقي حلب – AFP/Getty

أحمد زكريا – حرية برس

لم يكن شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015 تاريخاً عادياً بالنسبة لتطورات القضية السورية وتسارع الأحداث التي كان عنوانها الأبرز في ذلك التاريخ هو بدء نشر الولايات المتحدة الأمريكية أول دفعة من القوات العسكرية التابعة لها بواقع 50 جندياً بصفة استشارية على الأراضي السورية، تركزت في المنطقة الشرقية من البلاد.

وبحسب مصادر إعلامية، استمرت أمريكا بتعزيز وجودها العسكري في تلك المنطقة بهدف المشاركة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ليصل عدد القوات الأمريكية مع نهاية العام 2016 نحو 500 جندي أمريكي بصفة “مدربين، ومقاتلين، واستشاريين”.

ويرى مراقبون أن التدخل الأمريكي في الصراع الدائر في سوريا بدا واضحاً من خلال التوسع ونشر وتأسيس عدد من القواعد العسكرية الاستراتيجية في محافظات “الرقة، ودير الزور، والحسكة”، يضاف إلى ذلك قواعد عسكرية متواجدة في محيط مدينة “منبج” شرقيّ حلب.

موقع “حرية برس” رصد أماكن توزع أهم القواعد العسكرية الأمريكية والمحافظات التي تتبع لها:

قاعدة “التنف” من أهم القواعد

تعد قاعدة “التنف” من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، وتقع تلك القاعدة في “بادية الحماد” بالقرب من المثلث الحدودي لكل من “العراق، والأردن” مع سوريا على بعد 240 كم من مدينة “تدمر” بريف حمص الشرقي.

ويتواجد في تلك القاعدة عناصر عسكرية “أمريكية، وبريطانية” يضاف إلى ذلك تواجد فصيل “مغاوير الثورة” بقيادة المقدم المنشق عن جيش الأسد “مهند الطلاع”، بحسب ما أورده فريق مجلة “الرحى” التي تصدر من مدينة “منبج” والتي تغطي التطورات الميدانية المتعلقة بالثورة السورية.

وفي هذا الصدد قال مصدر، (فضل عدم الكشف عن اسمه)، كان يعمل سابقاً مع المكتب الإعلامي لقوات الشهيد “أحمد العبدو” وهو فصيل يتبع للجيش الحر كان يتمركز في مناطق القلمون الشرقي والبادية: إن قاعدة التنف عملت خلال السنوات الماضية على منع ربط الحدود السورية العراقية للميليشيات بل قامت بقصف أكثر من رتل للميليشيات وتسببت بمقتل العشرات من عناصر النظام في المنطقة.

وأضاف المصدر ذاته: كانت ومازالت قاعدة التنف موجودة ولكن على ما يبدو هناك جدل كبير بالآونة الاخيرة على بقاء القاعدة كونها وحسب معرفتي تم إيجادها من أجل شيء مستقبلي في المنطقة وخصوصاً التصريحات الكثيرة من قبل “قاعدة حميميم” الروسية، في حين أننا لم نلاحظ أي تصريحات مشابه بما يخص باقي القواعد العسكرية.

حقل “العمر” النفطي شرقيّ دير الزور

ويعد “حقل العمر” النفطي أحد أهم القواعد العسكرية الأمريكية، ويقع الحقل شمال شرق كدينة دير الزور بنحو (75 كم) بالقرب من قرية “الشحيل” على الضفة اليسرى لنهر الفرات(جزيرة).

وقال “فراس علاوي” من شبكة “الشرق نيوز” لحرية برس: إن حقل العمر من أكبر حقول النفط بدير الزور وقد حرره الجيش الحر منتصف العام 2013، وكانت داعش اتخذته بعد السيطرة عليه كقاعدة ومقر قيادة ومعتقل، وبعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليه اتخذه التحالف الدولي كمقر له ووضع فيه آليات ومعدات عسكرية، ويتواجد فيه مستشارين أمريكان وفرنسيين.

قاعدة “الشدادي” بريف الحسكة

وتعتبر قاعدة “الشدادي” من أبرز قواعد الأمريكان العسكرية، وهي مدينة نفطية تقع جنوب شرق الحسكة على الطريق الواصل بين دير الزور والحسكة، حررها الجيش الحر عام 2013 ومن ثم تمكن تنظيم “داعش” من السيطرة عليها عام 2014 ليتخذ منها مقر قيادة لعناصره كما أنشأ فيها داعش سجناً تابعاً له، بحسب “علاوي”.

وأشار “علاوي” إلى سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على قاعدة “الشدادي” عام 2017 وتم تحويلها من قبل التحالف الدولي إلى قاعدة له، مبيناً أن تلك القاعدة تحتوي على مطار عسكري يستخدمه التحالف.

قاعدة “مطار الرميلان” في محافظة الحسكة

الناشط الحقوقي “مضر الأسعد” قال لحرية برس: إن قاعدة “الرميلان” تعد من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في محافظة الحسكة، لافتاً إلى أن تلك القاعدة تحتوي على “مطار عسكري” يضم بداخله طائرات “هليكوبتر”، مؤكداً أن تلك القاعدة لها أهمية استراتيجية بالنسبة للقوات الأمريكية.

في حين أشار “معهد العالم للدراسات” في موقعه الرسمي على الانترنت إلى أن قاعدة “الرميلان”: “تمتاز بوجود آبار نفطية تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وأقامت الولايات المتحدة هذه القاعدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بعد إجراءات بناء منشآت جديدة وتوسعة مدارج الهبوط”.

ويعرف مطار الرميلان باسم “مطار أبو حجر” والذي يقع جنوب شرقي بلدة الرميلان شمال شرقي مدينة القامشلي في محافظة الحسكة على مقربة من المثلث الحدودي السوري التركي العراقي، وهي منطقة معروفة بغزارة انتاجها النفطي وتخضع لنظام “الإدارة الذاتية” التي تطبقها وحدات حماية الشعب الكردية، كما أن المطار يعد أول قاعدة تواجد عسكري أمريكي ثابت منذ بداية الحرب في سوريا، بحسب “معهد العالم للدراسات”. 

قواعد عسكرية أخرى في محافظة الحسكة

وتحدث الناشط الحقوقي “مضر الأسعد” أيضاً، عن وجود عدد من القواعد العسكرية الأمريكية الهامة في محافظة الحسكة ومنها القواعد المتوزعة في “المبروكة، وتل تمر، وتل البيدر، وتل الشاير، وفي السجن المركزي داخل حي غويران، وفي منطقة الهول، وفي محطة صباح الخير التي تقع جنوب الحسكة بنحو 15 كم”.

ويضاف إلى تلك القواعد “مطار روباريا”، والذي يقع قرب مدينة “المالكية” شمال شرقي الحسكة بالقرب من الحدود مع كل من العراق وتركيا؛ وهو في الأصل مطار صغير مخصص للطائرات الزراعية الصغيرة قبل أن تحوله الولايات المتحدة إلى مطار لهبوط الطائرات المروحية بإشراف جنود أمريكيين لتقديم الخدمات اللوجستية للقوات الكردية ودعم قوات التحالف الدولي الأخرى التي تقاتل تنظيم داعش، وهو مخصص لهبوط الطائرات المروحية، بحسب “معهد العالم للدراسات، ومجلة الرحى”.

قواعد عسكرية في “منبج”

ويتواجد في محيط مدينة “منبج” عدد من القواعد العسكرية الهامة التي تتبع للقوات الأمريكية من أبرزها:

-قاعدة “عون الدادات” التي تقع شمال مدينة منبج.

-قاعدة “السعيدية” والتي تقع غرب مدينة منبج على الخط الفاصل مع مناطق درع الفرات.

– قاعدة “العسيلية” والتي تقع شمال غرب مدينة منبج على الخط الفاصل مع مناطق درع الفرات.

وفي هذا السياق قال الناشط الإعلامي “فواز شلال” لحرية برس: إن نقطة “السعيدية” تعد من أهم النقاط العسكرية التابعة للقوات الأمريكية تليها قاعدة “عون الدادات”.

بموازاة ذلك، أشار فريق “مجلة الرحى” إلى وجود نقطة عسكرية أمريكية أخرى تقع في بلدة “العشارية” بمحيط مدينة منبج، مشيرةً إلى تواجد عناصر من قوات “المارينز” في داخل تلك القاعدة.

توسعة للقواعد الاستراتيجية

وقال المحلل الاستراتيجي ” علي العلي” في حديثه لحرية برس: إن قوات التحالف الدولي قامت بعمليات متزامنة في شرق الفرات ضمن مناطق سيطرتها وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وذلك لتوسعة مواقع عسكرية وقواعد جوية تتواجد بها ضمن محافظتي “الحسكة وحلب”، وسارعت تلك القوات إلى القيام بأعمال توسعة “مطار الشدادي” في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، بعد استقدام نحو 150 شاحنة تحمل معدات وأسلحة ومواد بناء لتوسعة المطار وتزويده بالحماية وزيادة معداته العسكرية.

وتابع: إن ذلك تزامن مع مباشرة قوات التحالف الدولي بتوسعة مطار عين العرب (كوباني)، بريف حلب الشمالي الشرقي، وقاعدته العسكرية في منطقة “تل تمر” الواقعة في ريف الحسكة، كما وردت معلومات عن عزم التحالف الدولي إقامة قاعدة عسكرية كبيرة في “منبج” غرب نهر الفرات في ريف حلب الشمالي الشرقي.

ولفت “العلي” الانتباه، إلى أن توسعة تلك القواعد هذه يأتي بعد اقتراب قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي من إنهاء وجود تنظيم “داعش” كتنظيم مسيطر في كامل شرق نهر الفرات، حيث تجري التحضيرات لبدء هجوم وعملية عسكرية تهدف لإنهاء وجود التنظيم في الجيب الأخير له عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، والذي يضم كل من بلدات “هجين، والسوسة، والشعفة، والباغوز” ومناطق أخرى واصلة بينها، بعد أن القى التحالف مرات متكررة مناشير على مناطق سيطرة التنظيم يدعو فيها المدنيين للنزوح وعناصر التنظيم للاستسلام.

وأضاف: أنه وبعد أن جرى فتح “معبر الشعفة” وإدخال المساعدات والمواد الغذائية إلى الجيب الخاضع للتنظيم، وخروج العشرات من عوائل عناصر تنظيم داعش، إذ جرى نقل غير السوريين إلى مخيمات تحت رقابة قوات سوريا الديمقراطية، فيما سمح للعوائل السورية بالخروج نحو مناطق أخرى من محافظة دير الزور.

وتم في الـ 10 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، بحسب ما أكدته مصادر حول قيام قوات التحالف الدولي باستقدام المزيد من العتاد إلى مناطق في محافظة الحسكة، حيث مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وقد قامت قوات التحالف الدولي استقدمت نحو 150 شاحنة تحمل أسلحة ومعدات وذخائر وآليات إلى “مطار الشدادي” الذي أقامته قوات التحالف في المنطقة الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، ويأتي استقدام هذه المعدات لتوسعة مطار الشدادي من قبل التحالف الدولي، وأكدت المصادر  أن التحالف يركز جهوده على توسعة مطار الشدادي في الوقت الحالي، رغم وجود قواعد عسكرية أخرى ومطارات مثل “قاعدة الهول، وقاعدة البحرة” وقواعد أخرى منتشرة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة وكامل شرق نهر الفرات، وفق ما أفاد به “العلي”.

ولفت إلى أنه خلال الأسابيع الفائتة تم رصد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، من عناصر ومعدات وآليات وعربات مدرعة، لبدء عملية السيطرة على الجيب الواقع في بادية دير الزور على الحدود السورية مع العراق، لإنهاء الاتصال الخارجي مع التنظيم، وحصره في الداخل السوري بشكل كامل، كذلك يأتي هذا التركيز على الريف الجنوبي للحسكة، بعد إنهاء قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، في نهاية حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2018، تواجد تنظيم داعش كقوة مسيطرة في محافظة الحسكة، حيث أن قوات سوريا الديمقراطية استكملت عملياتها العسكرية في محافظة الحسكة، وتمكنت من فرض سيطرتها على كامل الجيب المتبقي لتنظيم داعش من القطاع الجنوبي في المحافظة، لينتهي وجود التنظيم بشكل كامل كتنظيم مسيطر على محافظة الحسكة، تبعتها عمليات تمشيط لنزع الألغام التي زرعها التنظيم قبيل انسحابه الكامل من المنطقة، نتيجة الهجوم العنيف الذي بدأ مطلع حزيران / يونيو الجاري من العام 2018، ونتيجة القصف المكثف المرافق لها وضربات التحالف الدولي، حيث شاركت قوات فرنسية وإيطالية وأمريكية وقوات غربية إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في العملية ضد التنظيم في جنوب الحسكة.

أهم القواعد العسكرية الأمريكية في محافظة الرقة

وأكد الدكتور “فراس ممدوح الفهد” مسؤول الصحة المستقيل من مجلس الرقة المدني منذ 6 شهور لحرية برس، أن من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في محافظة الرقة هي:” قاعدة خراب عشك، وقاعدة عين عيسى، وقاعدة قرب الرقة في منطقة الجزرة”.

في حين أشارت “مجلة الرحى” الصادرة من مدينة منبج، إلى أن “قاعدة عين عيسى” من أكبر القواعد الأمريكية في محافظة الرقة، والتي تقع قرب مدينة عيسى التي تبعد نحو 50 كم عن مدينة الرقة.

وأضاف المصدر ذاته، أن التقارير تفيد بأن تلك القاعدة يتواجد بها نحو 200 عنصر أمريكي ونحو 75 عنصر فرنسي، كما أنها تضم مهبط للطائرات ومعسكر لتدريب المقاتلين الموالين للتحالف الدولي.

وبين المصدر ذاته، أن قاعدة “تل أبيض” ينتشر فيها نحو 500 عنصر أمريكي وآخرين تابعين للتحالف الدولي، وقد أقيمت تلك القاعدة في العام 2016.

كما تحدث المصدر ذاته، عن وجود قواعد أخرى في محافظة الرقة تتخذها ومن ضمنها:” قاعدة مدينة “الطبقة”، وقاعدة قيادة وتوجيه في مدينة الطبقة، وقاعدة الجلبية أو خراب عشك”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل