صيدنايا.. قلعة الأسرار – سياسة جديدة

وليد أبو همام17 فبراير 2018آخر تحديث :
وليد أبو همام

مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء العاشر

بدأت إدارة السجن باتباع سياسة جديدة بعد الاستعصاء الأول وذلك من عدة نواحي، ويبدو أن هذه التغييرات كانت هي الإتفاق الذي حصل بين المعتقلين وممثلي النظام.

كان ملاحظاً تحسن معاملة إدارة السجن للمعتقلين من حيث طريقة كلام صف الضباط معهم؛ فحتى المساعد وائل كنت أسمعه كثيراً يقول بأنه لم يعد الأمر كما كان. أما الأمر الآخر كان بالسماح للمعتقلين بالانتقال بين الأجنحة اذا ما اكتشف أحدهم أن قريبه موجود في جناح آخر، فقد كان هناك الكثير من الأخوة أو أب وابنه موجودان في أجنحة مختلفة بنفس الطابق ولكن لا يعلمون ذلك نتيجة القبضة الحديدية التي كانت متبعة في السجن. وقد خصص العقيد في يوم مناوبته فترة المساء لمقابلة المعتقلين الذين يطلبون ذلك، وقد يقرر إما نقل المعتقل إلى جناح آخر يطلبه لوجود أحد اقربائه أو السماح له برؤيتهم لمدة ساعة، أو حتى تمضية النهار حتى إغلاق الأبواب في الجناح الذي يطلبه.

تم فتح باب المحاكمات حيث أن الكثير من المعتقلين موجودون في السجن منذ عدة سنوات دون عرضهم على المحكمة، ويبدو أن هذا الأمر كان الأهم بالنسبة لهم فأصبح يأتينا كلّ يوم حوالي عشرة أسماء ممن سيتم تقديمهم لمحكمة أمن الدولة والبعض كان يتم حكمهم من أول مرة يذهبون فيها للمحكمة.

كما تم فتح باب الزيارات لهم وكان معظم المعتقلين غير مسموح بزيارتهم والكثير منهم أمضى سنوات دون أن يعلم أهله بوجوده في هذا المكان، وكان قد خصص يوم للزيارات الخاصة بالأكراد المعتقلين على خلفية الأحداث عام 2004 ولا تتم الزيارة إلا بوجود عناصر من الأمن ممن يتكلمون اللغة الكردية حيث يقفون بين الشبكين ليسمعوا الكلام. الزيارة تتم بنقل الزائرين بواسطة ميكرو للسجن من الباب الرئيسي إلى المبنى وتكون الزيارة من وراء شبك حديدي والمعتقل خلف شبك ثاني بينهما مسافة متر تكون مخصصة لوجود صف الضباط المراقبين بينهما.

أيضاً تم السماح للمعتقلين بالخروج لساحة التنفس وهي عبارة عن ساحة من الجهة الجنوبية بين قسم (أ) والقسم (ب) وحائط مرتفع على شكل مثلث؛ كانت مدة التنفس عشرة دقائق فقط والجناح الذي تحصل فيه مشكلة يحرم منها. وقد سمح لهم بطلب بعض الاحتياجات المتعلقة بالطعام أو الأمور الشخصية فيتم ذلك بأن يكتب كل جناح احتياجاته والمسؤول عن جلبها هو المساعد “فرحان السلوم” حيث كانت له غرفة مخصصة في ساحة المسدس وقد وضع عنده جميع أموال المعتقلين التي تأتي معهم أو التي يحضرها لهم الزائرون، وقد لاحظت أن بعض المعتقلين لهم مبالغ كبيرة وبعملات صعبة (يورو – دولار) ولكن في المقابل كانت الأغراض التي يجلبها المساعد فرحان يأخذ ثمنها أسعاراً خيالية. وهذه الأغراض تتضمن جميع المواد الغذائية وجميع الأغراض الشخصية باستثناء المواد المعدنية.

أما بالنسبة إلى المساعد فرحان فقد كان الشخص المدلل في السجن، فهو الوحيد الذي يحق له حمل هاتف في السجن كما أنه الوحيد الذي يحق له الدخول بسيارة مدنية، قال لي البعض أنه يملك معرضاً للسيارات فهو في كل مرة يأتي بسيارة مختلفة، كما أنه يحضر للسجن فقط عندما يكون لديه عمل ولا يناوب كبقية صف الضباط.

ومن الأشياء التي كانت ممنوعة عن بعض الأجنحة الأسرّة الحديدية أو فرش الاسفنج وفقد تم تزويد بعض الأجنحة بها، إضافة إلى ذلك تم نقل بعض المعتقلين من الغرف الانفرادية إلى الأجنحة، كما سمح لهم بالحصول على بعض الجرائد التي تقتصر على البعث وتشرين والثورة والوطن.

لقراءة الجزء الأول: صيدنايا.. قلعة الأسرار – أول مشاهد الرعب / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الأول

لقراءة الجزء الثاني: صيدنايا.. قلعة الأسرار – تحطم الآمال / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الثاني

لقراءة الجزء الثالث: صيدنايا.. قلعة الأسرار – الخدمة في سرية الحراسة / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الثالث

لقراءة الجزء الرابع: صيدنايا.. قلعة الأسرار – الانتفاضة الأولى / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الرابع

لقراءة الجزء الخامس: صيدنايا.. قلعة الأسرار – مصاعب في السرية / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الخامس

لقراءة الجزء السادس: صيدنايا.. قلعة الأسرار – الانتقال إلى الداخلية / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء السادس

لقراءة الجزء السابع: صيدنايا.. قلعة الأسرار – الزنزانات / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء السابع

لقراءة الجزء الثامن: صيدنايا.. قلعة الأسرار – وصف السجن من الداخل / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء الثامن

لقراءة الجزء التاسع: صيدنايا.. قلعة الأسرار – أصناف التعذيب / مذكرات سجان في صيدنايا – الجزء التاسع

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل