قال باراك رافيد، المحلل السياسي في القناة الإسرائيلية العاشرة، إن “الأزمة الناشبة بين روسيا وإسرائيل على خلفية إسقاط الطائرة الروسية في سوريا تعدّ الأزمة الأخطر منذ سنوات، وقد تهدد المنظومة التنسيقية القائمة بينهما للعمل في سوريا منذ ثلاث سنوات، بل قد تضر بحرية الحركة الإسرائيلية لسلاحها الجوي في الأجواء السورية”.
وأضاف في تقرير أننا “نقف اليوم أمام لحظة اختبار جدية لمدى قوة هذه العلاقات الروسية الإسرائيلية، وقدرتها على تجاوز هذه الأزمة، في ظل التفاهمات التي أنجزها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين”.
وأشار إلى أن “السنوات الماضية شهدت وقوع حوادث عديدة نتيجة لاختلاف المواقف بين إسرائيل وروسيا، إلى الدرجة التي كانت تضطر فيها موسكو لإصدار بيانات قاسية ضد تل أبيب، لا سيما للتنديد بالعمليات الإسرائيلية في سوريا، وفي بعض الحالات يتم استدعاء السفير الإسرائيلي هناك لجلسة استيضاح محرجة من قبل وزارة الخارجية الروسية”.
وأكد أن “مكتب نتنياهو دأب على التوضيح بأن التنديد الروسي ببعض العمليات الإسرائيلية في سوريا تأتي بغرض البروتوكول الدبلوماسي ليس أكثر، في حين أن المباحثات الثنائية في القنوات الخلفية تحافظ على حرية حركة الجيش الإسرائيلي في سوريا، دون أن تمس بأذى”.
وأوضح أن “الدليل على ذلك أنه رغم مئات الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في سوريا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فقد بقي نتنياهو الضيف الأكثر حضورا لدى بوتين في الكرملين، كما أن مسؤولين روسا يأتون إلى تل أبيب مرة واحدة شهريا، وكذلك يقوم مسؤولون إسرائيليون بزيارة موسكو بالوتيرة ذاتها”.
وختم بالقول إن “السؤال الأهم هو: هل تستطيع إسرائيل حل هذه الإشكالية الناشبة مع روسيا بسرعة، وبواسطة وسائل دبلوماسية، ومنع هذه الحادثة الغريبة والخطيرة من الإجهاز على منظومة العاقلات القوية بين الدولتين”.
أور هيلر، الخبير العسكري في القناة العاشرة، قال إن “حادثة إسقاط الطائرة كشفت أن التنسيق بين موسكو وتل أبيب أصابه انفجار صعب، رغم أن قناة الاتصال بين سلاحي الجو الإسرائيلي والروسي عملت في السابق بطريقة حرفية متقنة؛ لمنع وقوع عدة أحداث كانت ستؤثر على علاقات الجانبين”.
وأضاف في تقرير أن “حادثة إسقاط الطائرة الروسية يأتي على خلفية إعراب الروس عن عدم ترحيبهم بإعلان مؤخرا أنها هاجمت أهدافا في سوريا مئتي مرة، رغم أنهم يعلمون أن المقصود هو مصلحة إسرائيلية، وقد لا تتعارض مع المصلحة الروسية”.
وأوضح أنه “في الوقت ذاته لا يحبذ الروس أن يبدي سلاح الجو الإسرائيلي استهزاء بالمنظومات المضادة للصواريخ من طراز إس400 الخاصة بهم، وتعدّ الأكثر تطورا في العالم”.
وختم بالقول إنه “رغم التفاهمات والخطوط الحمراء المتفق عليها بين تل أبيب وموسكو، ووضعها نتنياهو مع بوتين، وأفيغدور ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي مع نظيره الروسي شويغو، بجانب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت ونظيره الروسي، لكن كل هذه التفاهمات تعرضت بعد حادثة إسقاط الطائرة لضربة قاسية جدا”.
Sorry Comments are closed