ماس كهربائي بين “إسرائيل” وإيران في دمشق

أحمد الرحال4 سبتمبر 2018آخر تحديث :
ماس كهربائي بين “إسرائيل” وإيران في دمشق

مما لا شك فيه أن ’’الماس الكهربائي‘‘ الذي ادّعاه النظام ’’كعادته‘‘ والذي هزّ عدة مواقع بدمشق، كان تنفيذاً للوعود “الإسرائيلية” التي جاءت على لسان وزير الاستخبارات بحكومة الاحتلال الإسرائيلي ’’يسرائيل كاتز‘‘ بمهاجمة أهداف عسكرية لمواقع المليشيات الإيرانية في سوريا، عقب توقيع إيران ونظام الأسد اتفاقاً جديداً لتعزيز التعاون العسكري والخطط الدفاعية وما إلى ذلك.

الأمر الذي أغضب “إسرائيل” بعد أقل من أسبوع على زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق، ولقائه برأس النظام بشار الأسد وتوقيع اتفاقيات عسكرية تعزز الهيمنة الإيرانية في سوريا، لتوّجه ضربة جوية كبيرة لمطار المزة العسكري، أحد أهم وأكبر المواقع العسكرية الاستراتيجية لقوات الأسد، والذي يُعتبر موقعاً هاماً لتمركز المليشيات الشيعية، ومنطقة للعمليات العسكرية ومكاناً لتخزين الأسلحة والذخائر، ولم تكن المرة الأولى التي يستهدف بها المطار وربما ليست الأخيرة أيضاً، إضافة إلى هجمات على مواقع أخرى تتخذ منها إيران قواعد عسكرية.

ومن الواضح أن “إسرائيل” لن تكف عن مطلبها بخروج إيران ومليشياتها نهائياً من كامل الأراضي السورية، وخاصةً في ظل السكون الروسي لهذه الهجمات، بعد اشتراط الولايات المتحدة على روسيا بالمساهمة في طرد إيران ومليشياتها من سوريا مقابل تمرير اتفاق سياسي نهائي في سوريا، لتقوم “إسرائيل” بشكل متكرر بتوجيه ضربات صاروخية تتركز على أهداف إيرانية بسوريا.

كما أن الجهود الأمريكية لجعل روسيا تقنع طهران بمغادرة سوريا تبدو غير مجدية حتى الآن، ويمكننا القول أن هذا الهجوم كان للتعبير عن ضيق الإسرائيلين من الروس الذين يتباطؤون بعملية إخراج الإيرانيين.

فيما أن “إسرائيل” تعيش حالة من التخبط في الآونة الأخيرة، خاصةً بعد علمها بتوقيع الاتفاقية، إضافة إلى نقل الصواريخ الإيرانية إلى العراق والتي من المحتمل أنها جاءت رداً على الهجمات الإسرائيليّة على القواعد الإيرانيّة في سوريا، ليصرّح وزير الدفاع بحكومة الاحتلال بأنهم سيستهدفون أي مكان يتواجد به الإيرانييون، وربما تأتي هذه التصريحات خشيةً من أن تجعل إيران من العراق منصةً لها أيضاً.

إن صحت الأقاويل حول سحب إيران صواريخها وأنشطتها إلى العراق، فهذا ما سببته الضغوط الاقتصادية، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. لا سيما أن الحصار يشتد على إيران، وهو ينذر باختناق الدولة الايرانية وربما إفلاسها، عندما يسري مفعول العقوبات النفطية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

كما أن تقارير عبرية تحدثت عن اقتطاع إيران للدعم الموجه لمليشياتها من ’’حزب الله‘‘ اللبناني وغيره، من مليار دولار سنوياً إلى 700 مليون مما دفع الحزب لوضع خطة لتوظيف الحكومة لعدد من المقاتلين للتخلص من رواتبهم.

’’الماس الكهربائي‘‘ الذي ضرب دمشق، بحسب ادعاءات النظام، لن يكون الأخير، طالما أن “إسرائيل” قد بدأت طريق الهجمات على المواقع الإيرانية في سوريا. فبعد توقيع هذا الاتفاق سنشهد ’’ماسات كهربائية‘‘ ليس في العاصمة فقط، بل في كل مكان له علاقة بالتواجد الإيراني على الأراضي السورية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل