وصفت صحيفة “الغارديان” البريطانية “انتصار” رأس النظام السوري، بشار الأسد، في التقدم بمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلّحة، بأنه “فارغ وبلا قيمة ويحمل تهديداً للعالم”.
جاء ذلك في افتتاحية الصحيفة، الأحد، تعليقاً على تقدّم قوات النظام في مناطق بريف درعا، كانت تخضع للمعارضة المسلحة، قبل مفاوضات مع روسيا التي تقاتل هناك إلى جانب الأسد.
وأشارت إلى أن “محافظة إدلب التي تضم قرابة مليوني سوري فروا من مناطق سوريا المختلفة، ستكون الهدف التالي لطاغية الشام (بشار الأسد، بعد درعا)؛ لتحقيق النصر المجوف”.
وقالت: إن “هذا النصر جاء على حساب أجساد الملايين من أبناء شعبه ممن قُتلوا وشُردوا، وهو يشكل تهديداً لكل مواطن حول العالم؛ لكونه سيقدم تبريراً للجماعات المتشددة، خاصة تنظيم داعش”.
الصحيفة رأت أن هذا “النصر بُني على أجساد مواطنيه وأطلال مدنه (..)، وأنه يمثل هزيمة استراتيجية للديمقراطيات الغربية التي أخفقت وتقدمت عليها روسيا التي تدعم الأسد”.
وتابعت “الغارديان” أن “العالم كله خاسر بشأن ما يحدث في سوريا، فلقد أعطت الحرب دفعة للجماعات الجهادية المتعصبة، وخاصة تنظيم الدولة”.
واعتبرت أن ما يثير القلق الآن في سوريا “محنة 250 ألف سوري تقطعت بهم السبل في الصحراء قرب الحدود الإسرائيلية–السورية بدرعا جنوبي سوريا”.
“إن على واشنطن وحلفائها الآن المسارعة بتقديم المساعدات الإنسانية للهاربين من بطش الأسد، على الأقل إنقاذ ضحايا تقصيرهم”، تقول الصحيفة.
وركزت الصحيفة في جزء من مقالها على شخصية الأسد؛ إذ قالت: إنه “لم يكن يتوقع أن يصبح رئيساً لسوريا، حيث كان والده يعد شقيقه الأكبر باسل، غير أنه توفي بحادث سيارة عام 1994”.
وأضافت: “عند وفاة والده (حافظ الأسد عام 2000)، تم استدعاء بشار من بريطانيا حيث كان يكمل دراسته هناك؛ ليصبح رئيساً خلفاً له وهو بعمر 34 عاماً”.
واستطردت: “كثيراً ما كان يتم وصفه بأنه خجول وغير طموح وغير مهتم بالسياسة، وكانت هناك لحظات فارقة في عمر سوريا بعد توليه السلطة، تمثلت فيما عُرف بربيع دمشق، حيث بدأت الآمال تكبر بأن الوريث الجديد سيخفف من قبضته القمعية”.
وبحسب الصحيفة، فإن واشنطن وجدت فيه فرصتها لدفع دمشق إلى الحضن الغربي بعيداً عن حليفها القديم الاتحاد السوفييتي، لكنه كان حاكماً ديكتاتورياً.
“المفاجأة الأكثر رعباً تمثلت في تحول الأسد إلى قائد ديكتاتوري، أكثر قسوة من أبيه”. تختم “الغارديان”.
عذراً التعليقات مغلقة