بدعم من المليشيات.. مكاتب لتسهيل “زواج المتعة” في حلب

فريق التحرير4 يوليو 2018آخر تحديث :
صورة عن عقد زواج متعة تم عقده في مدينة حلب في مارس الفائت، تم تعمية الأسماء حرصاً على خصوصية الأفراد، حرية برس

زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس

انتشرت في الآونة الأخيرة ومنذ بدء العام الحالي العديد من مكاتب التزويج في عدة أحياء في مدينة حلب، واتخذت هذه المكاتب طابع السرية في عملها والهدف من ذلك هو إيجاد شبان يرغبون بالزواج ضمن عقود زواج رسمية ومسجلة لدى محاكم نظام الأسد، ولكن في البداية يتم كتابة عقد زواج متعة لمدة محددة يتم الاتفاق عليها بين الطرفين، وبعد انتهاء المدة أما يتم انفصال المتزوجين أو تسجيل عقد زواج جديد ورسمي.

وبسبب النقص الحاد في أعداد الشبان تسعى هذه المكاتب لإيجاد الشبان وتزويجهم من الفتيات اللواتي يتقدمن للحصول على زوج المستقبل خاصة أن معظم الشبان والرجال قد تم سوقهم للتجنيد الإجباري وزجهم في جبهات القتال، أما بعض المكاتب فقد عمدت مؤخراً وبشكل سري لتعميم زواج المتعة في عملها ولكن بشكل سري، حيث أن بعض الشبان أصبحوا يشترطون أن يكون الزواج لفترات محددة وقصيرة الأمد، الأمر الذي دفع بعض الفتيات للموافقة على هذا الأمر.

وحصل “حرية برس” على نسخة لصورة عقد زواج متعة من شاب تزوج إحدى الفتيات لمدة أسبوع كامل، وقال (م.م) في حديثه لحرية برس “عرفت عن هذا المكتب عن طريق أحد أصدقائي الذين تزوجوا أربعة مرات زواج متعة، وأكد لي أن الأمر يتم بشكل سري وان معظم الفتيات الموجودات في المكتب قدموا معلومات حول الزوج المستقبلي وبعضهم وافقوا على أن يتزوجوا لفترة محددة، حيث أن لهذه المكاتب بيوت ويمكن للمتزوجين زواج متعة أن يمضوا وقتهم داخل تلك المنازل بعد دفع آجار المدة الزمنية التي تم الاتفاق عليها ضمن عقد زواج المتعة”.

وأضاف: بالبداية تفاجأت بأنني موجود داخل مكتب عقاري في حي الفردوس وجميع المدنيين يعرفون بأنه مكتب عقارات وأراضي للبيع والشراء، ولكن في مضمونه الداخلي يعرضون صور للفتيات اللواتي يريدون الزواج بشاب زواج عرفي أو زواج متعة وجميع الحالات التي حدثت أثناء تسجيل عقد زواجي كانت عقود زواج متعة وقليلة ما ينتج عنها الاتفاق على الزواج بشكل رسمي وتسجيل عقد لدى محاكم النظام.

وبحسب إحصائية سريعة استطاع “حرية برس” في الأيام الماضية أن يحصي عدد المكاتب التي تقوم بعقد زيجات المتعة والزيجات الرسمية، ففي حي مساكن هنانو يوجد أربعة مكاتب لأنه يعتبر أكبر أحياء حلب الشرقية، فيما يتوزع نحو نحو ستة عشر مكتباً في بقية الأحياء الأخرى، ويقف وراء هذه المكاتب العديد من الميليشيات الشيعية وعلى رأسها ميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيا حركة النجباء وميليشيا لوائي الباقر و أبو الفضل العباس، كما أنه تنتشر العديد من مكاتب التزويج في ريف حلب الجنوبي وفي مدينة السفيرة في ريف حلب الشرقي الجنوبي.

ولكن الأعداد الكبيرة للفتيات دفعت العديد الميليشيات الشيعية لنشر زواج المتعة بين المدنيين خاصة أنه لم يكن هذا الأمر متداول بشكل عام إلا في المناطق التي يتواجد فيها أقلية من الطائفة الشيعية في بعض المحافظات السورية.

فيما أكد أحد عناصر ميليشيا لواء الباقر بحسب ما ذكر بأن “القياديين الإيرانيين و المعممين دائما كانوا يركزون على نشر زواج المتعة في سوريا وقد تم نشر هذا الأمر بشكل سري وواسع في العاصمة دمشق وفيما بعد في محافظة حمص ولكنه لاحقاً أصبح أمراً عادياً ويتم الترويج له ونشره في محافظة حلب، وأضاف العنصر الذي رفض الكشف عن اسمه “يتم نشر هذا الأمر بشكل سري وبعد ذلك يصبح زواج المتعة بشكل علني هو من الخطط والبرامج التي وضعت من قبل إيران وقد تم تعميم هذا الأمر على جميع العناصر من السوريين، ونظرا لتواجد عناصر من النساء في صفوف تلك الميليشيات فقد كان الأمر سهلاً وليس فيه أية مشاكل وقد حدثت عدة حالات زواج متعة في بلدة العيس بريف حلب الجنوبي بين عناصر ميليشيا لواء أبو الفضل العباس وحركة النجباء حتى أنه تم افتتاح مكتب بشكل علني لزواج المتعة في بلدة العيس”.

وتعتمد مكاتب زواج المتعة على عقود بسيطة يتم فيها ذكر اسم الزوج والزوجة وبنود الاتفاق بينهما والمدة الزمنية المحددة لانتهاء عقد الزواج، مطالبين الطرفين بأن يلتزمان ببنود العقد أو ما تم الاتفاق عليه، وبحسب استطلاع للرأي أجراه “حرية برس” فإن جميع الأهالي رفضوا أن يتم نشر زواج المتعة واستنكروه مهما كانت الظروف والأسباب لأنه يعتبر علاقة غير شرعية بسبب تحديد وقت لانتهاء فترة الزواج، وأن المبلغ الذي تتقاضاه الفتيات يكون مقابل متعة الشاب معها.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل