عن عناتر طهران

ميشيل كيلو12 مايو 2018آخر تحديث :
عن عناتر طهران

حرّر ملالي طهران وعسكرها فلسطين أكثر من مائة مرة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، وقضوا تماما على السرطان الصهيوني في تصريحاتٍ لم يغب عنها أيٌّ من أصوات قادتهم. وحددوا مواعيد زمنية لإبادة الكيان إن تجرّأ وتحرّش بهم ولو بالكلام. قرّر أحد كبار حرسهم الثوري أنها لن تتجاوز الدقائق الخمس، يكون “الكيان السرطاني” بعدها أكواما من الحطام. بل إن حسن نصر الله، مندوب الحرس السامي في لبنان، أعلن مرات عديدة خطةً لتحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والقرى السبع وما وراءها ووراء ورائها، حتى خلنا أنه صار عند قناة السويس، بينما لا يقاتل لا هو ولا الحرس إسرائيل، بل حشدوا مرتزقةً من كل صنف ولون، جاء بهم مال الملالي من عالم الفقر والجريمة، إلى سورية، بدعم من قتلة عراقيين وزّعوا فيديو يظهر “مجاهديهم” يشربون الشاي ويتضاحكون، بينما تشتعل على بعد مترين منهم أجساد خمسة رجال علقوهم على شجرة، وأضرموا فيهم النار، هم من عرب العراق، وليس فيهم صهيوني واحد.

باعنا طرزانات طهران عناتر ومراجل يومية، تتصل بتحرير فلسطين، صدّقها سذج قوميون وشيوعيون، و”جهاديون” يقبضون منهم، ليشيدوا بحرسهم، وهو يقبض أرواح السوريين، بتهمتين: اختلافهم المذهبي والقومي عن الملالي، وقتل الحسين عليه السلام الذي كان جميع قتلته من الشيعة، باستثناء عبيد الله بن زياد، بل إن شمر ابن الجوشن الذي قال له ساخرا، وهو يقطع رأسه: “أنتم أهل البيت تذهبون إلى الجنة”، كان قائدا كبيرا في جيش أبيه، في أثناء معركتي صفين والجمل.

صدق هؤلاء اليساريون عنتريات طرزانات طهران عن تحرير فلسطين التي تعلموها من حافظ الأسد، طرزان الجولان ثم من حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية الذي وصل عناترته، وهم يحررون فلسطين إلى حدود سورية الشرقية مع العراق، بعد دخوله منذ عام 2006 في ما أسميه “زمن الأسدية الجولاني”، القائم على تحاشي التحرش بإسرائيل لأي سبب، وتحت أي ظرف، وشن حرب شعواء على عملائها من أعداء الأسدية ومرتزقة إيران، كياسر عرفات ورفيق الحريري ورياض الترك والشعب السوري الذي لم يتوقف يوما عن المطالبة بتحرير الجولان، ولاحقت مخابرات بطل التحرير، منذ نيفٍ وخمسين عاما، بتهمة إضعاف نظامه الممانع/ المقاوم، وقتله وريثه بشار كشعب إرهابي يحاربه نيابة عن الصهاينة، ليحول بينه وبين إيجاد الزمان والمكان المناسبين لبدء معركة تحرير فلسطين، ناهيك طبعا عن الجولان.

قصفت إسرائيل موقعا على قدر عظيم من الأهمية بالنسبة لحرس إيران الثوري، وقتلت وجرحت مائة وثلاثين من منتسبيه بينهم جنرالات، فانتظرنا أن يأتي “الرد الموجع” الذي أعلن عنه أمين مجلس أمنها القومي، الأميرال علي شمخاني، فإذا ببيان يصدر عنه يعلن أن الضربة لم تقع. أين الدقائق الخمس والقضاء في أول مناسبة، وبضربة واحدة، على “السرطان الصهيوني”، إن غامر وتحرش بالجمهورية، كما فعل من خلال ضرب مطار التيفور يوم 7 إبريل/ نيسان الماضي؟ فهمت إسرائيل، وفهم العالم أن قوة عناترة طهران في ألسنتهم، وأنهم دخلوا “الزمن الجولاني”، ولن يردوا خلال نصف القرن المقبل، لأنهم سيكونون مشغولين بالقضاء على شعب سورية، الإرهابي/ التكفيري عند نصر الله، وعميل الصهيونية الذي يجب أن تسبق أولوية القضاء عليه مواجهة إسرائيل، عند بشار وملالي الكذب في طهران الذين فضحهم جبنهم، وقرّروا الاختباء تحت جثث وأشلاء جنرالاتهم وجنودهم، كما فعلوا بعد تدمير جبل المانع، ومقتل 32 جنديا وضابطا من حرسهم، بينهم جنرال كبير.
المصدر العربي الجديد
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل