قتل طالب اليوم الأحد خلال مظاهرات اندلعت في مدينة الجنينة بالسودان، احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعلى رأسها الخبز، في حين ألقت السلطات القبض على أحد قيادات المعارضة وصادرت عدة صحف في محاولة لإخماد الاضطرابات المتنامية.
وانتشرت المظاهرات في كل من العاصمة الخرطوم ونيالا بدارفور وفي الدامازين بالنيل الأزرق، في أعقاب احتجاج مماثل في مدينة سنار بجنوب شرق البلاد يوم السبت واجهته قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع، وذلك بعد مضاعفة سعر الخبز في الأيام الأخيرة جراء إعلان الحكومة في أواخر الشهر الماضي أنها ستلغى الدعم في موازنة 2018.
وقال أحد السكان في مدينة الدمازين في الجنوب الشرقي لوكالة رويترز إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع يوم الأحد بينما ردد حوالي 400 متظاهر هتافات معلنين رفضهم لزيادات الأسعار وأحرق البعض إطارات السيارات.
ويعد رفع الدعم جزءا من تدابير التقشف التي اتخذها السودان وهو يكافح في مواجهة ارتفاع التضخم إلى نحو 25 في المئة ونقص حاد في العملة الصعبة أثر على حركة الاستيراد.
وشهد السودان احتجاجات جماهيرية متقطعة خلال السنوات القليلة الماضية اعتراضا على إجراءات التقشف. وطبقا لمنظمة العفو الدولية هناك زهاء 185 شخصا ربما قتلوا في عام 2013 أثناء مظاهرات على رفع أسعار الوقود مع خروج الآلاف إلى الشوارع.
ومنذ ذلك الحين كانت الاحتجاجات أقل حجماً ودعت أحزاب المعارضة الرئيسية لتنظيم مظاهرات سلمية احتجاجاً على رفع أسعار الخبز.
وقال بيان من رئيس بلدية الجنينة إن طالبا بالمدرسة الثانوية قتل وأصيب ستة آخرون بالمدينة أثناء الاحتجاجات. ولم يعلن المسؤول سبب الوفاة لكنه قال إن تحقيقا سيجري في الحادث.
وقال أعضاء في حزب المؤتمر السوداني إن السلطات ألقت القبض على عمر الدقير رئيس الحزب الذي يعد أحد أكبر جماعتين معارضتين في البلاد.
ونقلت “رويترز” عن رؤساء تحرير صحف سودانية إن السلطات منعت بيع ست صحف يومية تتضمن تغطية فيها انتقاد لرفع الدعم وزيادات الأسعار، وأكدت رئيسة تحرير أخبار الوطن هنادي الصديق لوكالة الصحافة الفرنسية أن السلطات “لم تقدم أسبابا لمصادرة نسخ صحيفتنا لكني أعتقد أنه بسبب تغطيتنا الشفافة لزيادة أسعار المواد الغذائية”.
ونفى وزير الدولة بوزارة الداخلية بابكر دقنة أن تكون المظاهرات ردا على ارتفاع أسعار السلع ونقلت وكالة أنباء السودان عنه قوله إن الشرطة ”ستتعامل بالقمع مع التظاهر بالتخريب“.
وبدأ السودان سلسلة إصلاحات اقتصادية تماشيا مع توصيات من صندوق النقد الدولي تهدف إلى انتشال اقتصاد البلاد المنهك من عثرته وذلك بعد أشهر من قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات مما زاد الآمال بعودة الاستثمارات التي تحتاج إليها الحكومة بشدة.
وخفضت الحكومة السودانية هذا الشهر قيمة الجنيه السوداني إلى 18 جنيها مقابل الدولار من 6.7 جنيه. لكن سعر الصرف في السوق السوداء وصل الأسبوع الماضي إلى نحو 29 جنيها للدولار.
Sorry Comments are closed