حرية برس:
ردت الخارجية التركية بغضب على تصريحات لمستشار الأمن القومي الأمريكي، الجنرال هربرت ماكماستر، التي اتهم فيها قطر وتركيا بتمويل تنظيمات متشددة، إلى جانب انتقاده النموذج التركي في سيطرة الإسلاميين على السلطة، قائلة إن تلك التصريحات “صادمة وغير مقبولة.”
وقالت الخارجية التركية في بيان لها: “ورد إلى علمنا للأسف أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، الجنرال هربرت ماكماستر، أدلى بملاحظات تستهدف بلدنا وحكومتنا خلال كلمته أمام مركز بحثي في واشنطن الثلاثاء. هذه المزاعم التي أدلى بها السيد ماكماستر، وهو الشخص الأكثر اطلاعا على الحرب التي تخوضها تركيا بشكل لا هوادة فيه ضد الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره، وهو أمر صادم وغير مقبول.”
وتابعت الخارجية بالقول: “نتوقع من الولايات المتحدة، التي مازلنا نرى فيها دولة صديقة وحليفة، أن تُظهر الموقف نفسه تجاه بلدنا وأن توقف جميع أشكال التعاون مع الجماعات الإرهابية، مثل قوات حماية الشعب، وأن تقدم المزيد من الدعم القوي والفعال لنا في حربنا التي لا رجعة فيها ضد الإرهاب والتطرف بما ينسجم مع روابط التحالف القديمة بيننا والشرعية الدولي.”
مواقف ماكماستر المشار إليها جاءت خلال مؤتمر نظمه مركز “بوليسي اكستشينغ”، إذ قال إن تركيا مسؤولة بشكل رئيسي عن نشر ما وصفه بـ”الأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة” حول الحالة، مشيرا إلى أن أنقرة انضمت مؤخرا إلى قطر بحيث أصبحا “مصدرا رئيسا لتمويل يساهم في نشر الأيديولوجيا المتطرفة.”
وتابع المستشار الأمني الأمريكي، الذي تشهد علاقات بلاده مع تركيا الكثير من التجاذب حاليا بسبب ملفات تتعلق بالمواقف الإقليمية ومطالبة تركيا بتسلم رجل الدين المعارض المقيم بأمريكا، فتح الله غولن: “نرى المزيد من التورط التركي في كل مكان. من شرق أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا.. منطقة البلقان باتت أيضا نقطة مثيرة للقلق الشديد الآن.”
ولم يتهم ماكماستر الحكومة في تركيا بتمويل الإرهاب بنفسها ودعم الجماعات الإرهابية مباشرة، وفقا لما ذكره موقع “فويس أوف أمريكا”، وانما أعرب عن قلقه بأنها “تسير على خطى السعودية في السبعينيات، وعلى خطى قطر مؤخرا، في دعم جماعات يخلق وجودها الظروف التي تسمح للتطرف بالازدهار” وفقا للموقع.
وتابع الجنرال الأمريكي المتقاعد بالقول: “نحن لا نولي الاهتمام الكافي بكيفية تشكّل الأيديولوجيات المتطرفة وطرحها في المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية والمزعومة.” وألمح ماكماستر إلى القلق الأمريكي من تحوّل تركيا وطريقة عمل حزبها الحاكم إلى أنموذج تستلهمه حركات الإسلام السياسي بسعيها إلى الإمساك بالسلطة قائلا: “لقد تعلمت الجماعات الإسلامية الكثير من أردوغان وحزبه، العدالة والتنمية.”
وتابع مضيفا: “الأنموذج القائم على العمل من ضمن المجتمع المدني ومن ثم في القطاع التعليمي وبعد ذلك في قطاعات الشرطة والقضاء ومنها إلى المؤسسة العسكرية من أجل الإمساك بالسلطة لصالح حزب معين هو أنموذج لا نفضل أن نراه، وهو للأسف يساهم في انجراف تركيا بعيدا عن الغرب.”
عذراً التعليقات مغلقة