تناول تقرير لصحيفة التايمز البريطانية الوضع المأساوي لأطفال سوريا في ظل القصف المستمر من جانب النظام السوري على المناطق المحاصرة التي يسيطر على الثوار، وركز على الغوطة الشرقية إحدى الضواحي بشمال شرق العاصمة دمشق.
ورسمت كاتبة التقرير هنا لوسيندا سميث صورة لحياة الناس في آخر ضاحية للثوار بريف دمشق، حيث تبدأ الأيام بسعي حثيث بحثا عن الطعام وتنتهي بمراسم الدفن لمن حصدتهم قنابل الأسد.
وأشارت إلى أن الغوطة الشرقية منيت بـ247 غارة جوية و1200 قذيفة مدفعية منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني حيث تحاول قوات الأسد وحلفاؤها الإيرانيون والروس تسجيل انتصار حاسم في أحد أطول حصون المعارضة بقاء.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد سجل 151 حالة وفاة في الهجوم الأخير، بما في ذلك 35 طفلا و15 امرأة بالإضافة إلى أكثر من 500 جريح.
وأفاد التقرير أن أزمة الطعام هي الأشد قسوة في الحرب مما أدى إلى موت العديد من الأطفال مؤخرا بسبب الجوع، وقالت منظمة رعاية الطفولة الأممية (يونيسيف) إن سوء التغذية الذي أصاب الأطفال كان الأسوأ منذ بداية الصراع السوري قبل نحو سبع سنوات.
وقد ناشدت الأمم المتحدة النظام السوري أمس بالسماح بإجلاء 500 حالة طبية عاجلة، منها 167 طفلا، من الغوطة الشرقية، وقال جان إيغلاند المبعوث الأممي الخاص في سوريا إنه “لم يتم إجلاء شخص واحد منذ شهرين، وإنه إذا لم يتم إجلاؤهم فسيموت الكثير منهم”. وأضاف أن “عجز الأمم المتحدة عن الوصول إلى الغوطة الشرقة لعدة أشهر أدى إلى وضع كارثي أكيد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن معدل الخسائر المدنية من القصف يقترب من الذي سجل في مدينة حلب الشمالية خلال الحصار الأخير والهجوم على الضواحي التي تحت سيطرة الثوار، العام الماضي.
واعتبرت الصحيفة أن الثوار والنظام السوري يستفيدان من وضع يأس سكان الغوطة الشرقية، حيث يبدو أن الجنود المراقبين لنقاط التفتيش على الطريق بين المنطقة ووسط المدينة يطالبون بضرائب ضخمة من أي شخص يريد العبور. وقال نور آدم، صحفي مواطن عمره 21 عاما، “الطعام موجود هناك لكنه قليل جدا ومكلف للغاية، فثمن حصة الخبز 5 دولارات، ونشعر كأننا محاصرون في قفص والحياة في هذه الظروف موت بطيء”.
ونبه التقرير إلى أن وقف إطلاق النار الذي دعي إليه يوم الأربعاء لم يحترَم كما روى شهود عيان للصحفية، وكان النظام قد وافق على وقف هجماته على المنطقة بعد أن أخذ مكانه في محادثات جنيف، بالرغم من أن الغوطة الشرقية كانت قد أدرجت بالفعل في “مناطق التهدئة” قبل خمسة أشهر. وفي غضون ساعات من الهدنة الجديدة وردت تقارير عن غارات جوية جديدة.
وقال إيغلاند “هنا تصعيد في منطقة تهدئة”، وأردف بأن “الغوطة الشرقية في عين الإعصار وهي بؤرة هذا الصراع”.
Sorry Comments are closed