نواب ألمان يرفضون إعادة اللاجئين السوريين بالتعاون مع الأسد

فريق التحرير26 نوفمبر 2017آخر تحديث :
النائب عن حزب الخضر لويسه أمتسبيرغ هاجمت دعوة حزب البديل بإعادة اللاجئين السوريين بشدة – ديرتلغراف

حرية برس:

رفضت كتل نيابية في البرلمان الألماني “بوندستاغ” طلباً تقدم به حزب البديل لأجل ألمانيا المتطرف، إلى الحكومة الألمانية،  يدعوها للتعاون مع نظام الأسد في سوريا لأجل إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وقدمت كتلة الحزب المذكور في طلبها خطة من ٦ نقاط لعقد اتفاق حول دعم عودة اللاجئين السوريين “المجانية” لـ”المناطق الأمنة” في بلادهم بالاتفاق مع نظام الأسد، يصدر فيها الأخير عفواً عن اللاجئين عما ارتكبوه من “جرائم” عبر تواجدهم في ألمانيا، ونشاطاتهم ضد النظام وخلال رحلة الهروب من سوريا، والتهرب من خدمة الجيش. وتم تحويل الطلب للجنة الرئيسية في البرلمان للتشاور حوله، بعد قراءة أولى له. حسب صحيفة دير تلغراف الألمانية.

وأقر بيرند باومان، النائب في حزب”البديل”، أن “الأسد ليس ديمقراطياً”، لكنه اعتبر أن الوضع يتعلق بالبدء بالعودة الطوعية والطويلة الأمد. وقال إن ذلك “فرصة لتصحيح سياسة فتح الحدود الكارثية” التي اتبعتها المستشارة أنغيلا ميركل، على حد وصفه.

لكن الرد جاء قوياً من النائبة عن حزب الخضر لويسه أمتسبيرغ، التي نفت مزاعم الحزب عن عودة الأمان لسوريا، ووبخته على تجاهله للأسد في الطلب، الذي قالت إن غالبية الناس تفر من نظامه. وقد تناقلته وسائل الإعلام الألمانية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت في بداية كلمتها إنه من المؤلم التعامل مع هكذا طلب، عندما يكون المرء على علم بمعاناة المدنيين السوريين، مؤكدة أن ما يهم  حزب “البديل” أمر واحد هو وجود عدد أقل من اللاجئين في ألمانيا بأي ثمن كان، الأمر الذي بإمكانهم طلبه، لكنه يتوجب عليه الكف عن فعل ذلك على أنه مساهمة من قبلهم في السلم والسياسة الخارجية لألمانيا، الأمر الذي قالت أنه ما من أحد سيصدقه في البرلمان.

وقالت أمتسبيرغ إنهم يتحدثون عن طرد “داعش” لكنهم لا يتحدثون بكلمة واحدة عن مسؤولية الأسد، مع أن غالبية الناس فرت من براميله المتفجرة والغاز السام والحصار والقتل الجماعي، مضيفة أن “البديل” يطالب الآن بعقد اتفاق مع هذا النظام نفسه المتهم بارتكاب عدد كبير من الجرائم ضد الانسانية.

وقالت إن حزب “البديل” بتقديمه هذا الطلب يأخذ دور نظام الأسد في البرلمان، ويتجاهل متعمداً مسؤولية روسيا في هذه الحرب.

وفندت إدعاءات هذا الحزب عن عودة السلام لسوريا، مشيرة إلى أن المرصد السوري لحقوق الانسان قال إن شهر أيلول الماضي كان بين الأكثر دموية في الحرب، وكيف أن الحزب لم يذكر كلمة واحدة عن تحذير الأمم المتحدة من كارثة انسانية تهدد مئات الآلاف من الأطفال، في الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل نظام الأسد على سبيل المثال.

وبينت أمتسبيرغ أن “البديل” يستند في طلبه على رقم نشرته منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، عن عودة ٦٠٠ ألف سوري إلى مدنهم في الأشهر السبعة الأولى في هذا العام، وأن “البديل” لم يذكر عمداً أن أكثر من ٩٠٪ من الرقم الذي ذكرته المنظمة يتعلق بأناس ينزحون داخل سوريا من مكان إلى آخر وليس من خارج سوريا إلى داخلها، وأنه لم يخطر على بال نواب “البديل” حتى أن تنقلهم من هذه المناطق قد يكون بسبب اندلاع معارك فيها أيضاً أو عدم وجود مكان يأويهم فيه، واصفة استخدام “البديل” ليأس هؤلاء الناس في سوريا كمبرر لسياسة واسعة النطاق لإعادة اللاجئين إلى بلادهم، بالأمر “الدنيء”، وسط تصفيق من باقي الكتل النيابية في البرلمان.

ودعت “البديل” إلى التحدث مع المنظمات التي تقتبس إحصائيات عنهم، مشيرة إلى أن منظمة الهجرة الدولية التي اعتمدت عليها في تقديم الطلب، لا تشارك في عمليات الإعادة لسوريا لأن الوضع الأمني لا يسمح بذلك.

وكتبت لاحقاً على صفحتها بموقع فيسبوك، أنه كان هناك إجماع كبير من كل الكتل البرلمانية (عدا الحزب البديل) على رفض هذا الطلب، داعية أصدقاء حزب “البديل” -غالبيتهم من الرجال- إلى عدم بذل الجهد في كتابة تعليقات الكراهية والازدراء تحت منشورها، لأن كل كلمة قالتها كانت نابعة من صميم قلبها واعتقادها الراسخ.

وخاطب جوسيب يوراتوفيتش، وهو نائب عن الحزب الأشتراكي الديمقراطي، ووصل هو نفسه كلاجئ لألمانيا في السبعينيات من القرن الماضي :” ربما لا تعلمون شيئاً عن الأمر أو تريدون المشي فوق الجثث”.

وقال شتيفان تومي النائب عن الحزب الليبرالي، إن الطلب “السام” يفيض سخرية و نفاقاً. وبين أنه يتوجب على المرء التحدث عن إعادة اللاجئين، لكن ليس ونظام الأسد يقاتل مناهضيه بالغاز السام، وأنه لا يمكن عقد أي اتفاق مع هكذا نظام.

وقال شتيفان ماير من الحزب المسيحي الاجتماعي أن الطلب “شعبوي وساذج وساخر ومنحرف”.

وقال شتيفان هيربارت نائب رئيس كتلة حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، إن حزب البديل يتحدث عن عودة ٦٠٠ ألف لمدنهم. لكنه لا يتحدث عن فرار ٨٠٠ ألف في المدة نفسها، مخاطباً نواب ذلك الحزب بالقول:” إما أنكم لم تقرأوا سوى نصف التقرير أو تكتمكم على ذلك عمداً”، وأضاف أن اختصار “الحرب الأهلية” بتراجع “داعش” ليس سوى من “حيل خفة اليد”، وأن “البديل” لم يفهم شيئاً عن الحرب في سوريا.

وخاطب هيربارت نواب “البديل” بالقول إنه “إذا قرأ الأسد طلبكم هذا، ستغرورق عينيه بدموع الفرح”.

المصدر (دير تلغراف، قنوات “إر تي أل، تزي دي إف، إن تي في“)
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل