قُتل 28 شخصا على الأقل اليوم الجمعة في هجوم شنه مسلحون بأسلحة آلية على حافلة كانت تقل أقباطا لزيارة دير (الأنبا صموئيل المعترف) بمنطقة جبل القلمون في الصحراء بغرب المنيا في جنوب القاهرة، بحسب ما أفاد مسؤولون.
وقال محافظ المنيا عصام البديوي للتلفزيون الرسمي إن مسلحين فتحوا النار على حافلة تقل أقباطا كانوا في طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل بالمنيا (قرابة 250 كيلومتر جنوب القاهرة) قبل أن يلوذوا بالفرار.
وقال مستشار وزير الصحة المصري للرعاية العاجلة شريف وديع للتلفزيون الرسمي إن هناك “عددا كبيرا من الأطفال” بين الضحايا. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن “مجهولين يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع أطلقوا النيران بشكل عشوائي” على حافلة الأقباط.
وسادت حالة من الغضب ضد وزير الداخلية أثناء تشييع اثنين من الضحايا، فيما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المكتب الإعلامي للرئيس المصري أن السيسي “يتابع عن كثب الموقف الأمني بالبلاد كما وجه باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لرعاية المصابين”، كما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عقد اجتماع أمني مصغر لبحث تداعيات الهجوم الذي أثار موجة إدانات في الداخل والخارج.
وأدان شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي يزور ألمانيا حاليا الهجوم، وقال في تصريحات تلقتها رويترز بالبريد الإلكتروني “حادث المنيا لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحي ويستهدف ضرب الاستقرار في مصر”.
وأضاف “أطالب المصريين أن يتحدوا جميعا في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم”.
كما أدان مفتي الجمهورية شوقي علام الهجوم وقال في بيان “إن هؤلاء الخونة خالفوا كافة القيم الدينية والأعراف الإنسانية بسفكهم للدماء وإرهابهم للآمنين وخيانتهم للعهد باستهدافهم الإخوة المسيحيين الذين هم شركاء لنا في الوطن”.
وطالبت الكنيسة القبطية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك السلطات بـ “اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي خطر هذه الحوادث التي تشوه صورة مصر وتتسبب في آلام العديد من المصريين”.
ويشكل الأقباط المصريون أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط وهي إحدى أقدم الطوائف في بلد غالبية سكانه من المسلمين السنة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم الدامي، لكن تنظيم “الدولة الإسلامية” أعلن مسؤوليته عن هجمات استهدفت كنائس في مصر منذ أواخر العام الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإصابة عشرات آخرين.
عذراً التعليقات مغلقة