شيعت إيران اليوم الخميس جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية ومرافقه وسيم أبو شعبان بحضور كبار المسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمتهم المرشد علي خامنئي، الذي أمّ صلاة الجنازة على هنية ووصفه بأنه “مقاتل بارز في المقاومة الفلسطينية”.
وشارك في مراسم التشييع التي بدأت في جامعة طهران وشهدت حضوراً شعبياً حاشداً، قادة لحركة حماس، هم نائب رئيس مكتبها السياسي في غزة خليل الحية، ومحمد نصر وزاهر جبارين من أعضاء المكتب السياسي.
وشهدت مراسك التشييع حضور مئات الآلاف من الإيرانيين، حيث امتلأت الشوارع المحيطة بجامعة طهران بالمشاركين. وكانت أسرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد وصلت، الليلة الماضية، من الدوحة إلى طهران للمشاركة في تشييع جثمانه.
وسار المشيعون خلف جثمان هنية من ساحة انقلاب (الثورة)، وسط العاصمة، إلى ساحة أزادي (الحرية)، غربها، ورفع المشيعون أعلام فلسطين وسط هتافات تدعو للانتقام والثأر. وفي كلمة خلال مراسم التشييع، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إن عمليات الاغتيال التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي “ناجمة عن عجزه وفشله في مواجهة المقاومة”، ثم أضاف: “يخطئ إذا ظن أن استشهاد القادة سيؤثر على مسيرتنا”. كما توعد رئيس البرلمان الإيراني بالثأثر “لدماء الشهيد هنية”، مشدداً على أن “زمن اضرب واهرب ولّى”. وتعهد قاليباف بـ”الرد في الزمان والمكان المناسبين” وأن “يدفع الاحتلال ثمناً باهظاً”، كما اتهم “الإدارة الأميركية بالتواطؤ مع الاحتلال في اغتيال هنية قائلاً “نحن نعلم أن أي عمل إسرائيلي لا يتم إلا بعلم أميركي”.
وقال خليل الحية في كلمة له خلال مراسم التشييع إن “تشييع هنية والصلاة عليه في طهران وقطر اليوم وغدا الجمعة، له دلالة على الهدف الذي كان يسعى إليه هنية لأجل وحدة الأمة الإسلامية نحو تحرير فلسطين”. وأضاف الحية: “نؤكد لأمتنا وللعالم والأحرار أن شعار لن نعترف بإسرائيل الذي كان يردده الشهيد القائد هنية سيبقى شعارا خالد فينا، سيبقى عملنا وشعارنا، وسنلاحق الاحتلال حتى اقتلاعه من أرض القدس وفلسطين، ونعاهد أمتنا والشهداء أن نبقى على طريق المقاومة لإنهاء الاحتلال وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه وإقامة دولتنا”. وشدد الحية على أن “الكيان الصهيوني بارتكابه هذه الجريمة أثبت للعالم أجمع أنه مظهر الشر والقتل في المنطقة”.
واغتيل إسماعيل هنية، فجر أمس الأربعاء، بغارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، فيما ما زالت إسرائيل تتجنب الإعلان الرسمي عن ذلك.
ومن المقرر أن ينقل جثمان هنية، عصر اليوم، بعد الانتهاء من مراسم التشييع في طهران، إلى الدوحة، حيث تقام صلاة الجنازة عليه في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، بعد صلاة الجمعة، قبل دفنه في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل، بحسب ما أفاد بيان لحركة حماس.
عذراً التعليقات مغلقة