صعدت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” حملات اعتقال معارضيها من الناشطين والسياسيين، وتواصل انتهاكاتها ضد المدنيين، بما في ذلك قتل ملاحقين من قبل أجهزتها الأمنية في مناطق سيطرتها في سوريا.
ورغم الإدانات المحلية والخارجية لتلك الاعتقالات، تواصل أجهزة أمن مليشيا قسد انتهاكاتها ضد الناشطين والمهتمين بحقوق الإنسان والأطراف السياسية المعارضة لسياسات الإدارة الذاتية التابعة لمليشيا قسد، وكان آخر هذه الاعتقالات، صباح أمس الأحد، حيث اعتقلت قوى أمنية تابعة لمليشيا قسد خالد ميرو عضو المجلس الفرعي للحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية (أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي المشارك في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية) وذلك من منزله في مدينة المالكية شمال شرق الحسكة، وفي يوم الجمعة الفائت داهمت مجموعة مسلحة ملثمة من عناصر أمن “قسد” منزل عفدي شنكي العضو بالحزب نفسه وفي فرقة “شيخو” الفنية، من منزله في قرية الطبقة التابعة لمدينة المالكية، واقتادته إلى جهة مجهولة حسب ذويه.
وقال عمر كوجري، رئيس تحرير صحيفة كردستان، في حديث لموقع “العربي الجديد” إن “الاعتقالات التي يرتكبها مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي منذ استلامه إدارة المنطقة عام 2012 وإلى الآن مدانة بكل المقاييس، وهي تتنافى بالحرف مع اسم الحزب”، مضيفا: “ثمة استبداد واضح لا لبس فيه، وهو أن هذا الحزب ومسلحيه لا يريدون لأي صوت مهما كان واهناً وضعيفاً ووحيداً أن يظهر”. وتابع: “هذه طبيعة الأنظمة التي ترى أن سبيل كم الأفواه وتسيير شؤون مكان ما بالإكراه والضغط ولجم كل مخالف بقوة السلاح، والتهديد بالنفي أو الاعتقال ترى ذلك ناجعاً لديمومة حكمها، وهذا الخطأ الكبير.. فلو لم تكن سلطة الاتحاد الديمقراطي قمعية وزجرية، ولو كانت ديمقراطية حقاً وحقيقةً لما صرفت الأموال على بناء سجون ومعتقلات جديدة”.
وأكد كوجري أن المشكلة هي أن “حزب الاتحاد الديمقراطي يسارع إلى اعتقال أو اختطاف معارضيه، وهم عزل غالباً، ومنهم من يريد لهذه الإدارة المزيد من الخطوات الصحيحة وغاية النجاح، ولكن تكون مكافأتهم الاعتقال، وإلصاق شتى التهم المضحكة بهؤلاء المعارضين، لتثبت حتى لمؤيديها أنها سلطة قمع”. ورأى أنه في المنظور الراهن “لا توجد حلول ناجعة لتجاوز هذا الوضع المخزي، كون حزب الاتحاد الديمقراطي جزءا من المشكلة لا الحل”، مؤكدا أن “هذه الأجواء الشديدة السمية لا تساهم بالمطلق في أي تقارب كردي كردي، وهو المطلوب بدء العمل به، واستئنافه من جديد رغم كل الظروف، لكن هذه الأساليب تنسف كل تقارب وفق رأيه”.
يذكر أن حملة الاعتقالات طاولت في التاسع من مايو/ أيار الماضي مجموعة من أعضاء فرقة خناف، وهم أعضاء في منظمة عامودا التابعة لـ “حزب يكيتي الكردستاني في سورية”، وأبرزهم مجدل دحام حاج قاسم، وسعد كاوا كونرش (18 عاماً)، وصالح جميل بكاري (17 عاماً). وفي 21 إبريل/ نيسان الماضي قامت مجموعة مسلحة باختطاف الناقد المسرحي ناصر جارو خلال توجهه من قريته الزوبعية إلى مدينة عامودا.
وكانت مجموعة من عناصر قوات أمن مليشيا “قسد” قتلت فجر أمس الأحد، الشاب “علاء الدغمش” خلال تنفيذها حملة دهم واعتقال في ريف دير الزور.
ونقل “تلفزيون سوريا” عن شبكات إخبارية محلية، أن “قسد” نفّذت حملة دهم قرب دوار الجسر في بلدة درنج وفي بلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي، وأضافت أن الشاب “علاء الدغمش” قُتل على يد عناصر “قسد” في بلدة الجرذي وهو من أنباء بلدة درنج، تحت التعذيب، في حين ذكرت مصادر محلية أخرى أن الشاب قتل برصاص العناصر بشكل مباشر في أثناء حملة الدهم التي نفذوها.
وتنفذ مليشيا “قسد” بشكل متكرر حملات دهم واعتقال في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرقي سوريا، بحثاً عن خلايا “تنظيم الدولة” (داعش)، بحسب روايتها، وترتفع وتيرة الحملات تزامناً مع استهداف عناصرها وحواجزها، الأمر الذي يسفر غالباً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وسبق أن شنت مليشيا “قسد” حملة دهم في بلدة الجنينة بريف دير الزور، حيث اشتبك معها سكان البلدة ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وتزامناً مع حملات الاعتقال التي تستهدف المدنيين في دير الزور، تشهد المنطقة هجمات متكررة يشنّها مقاتلو العشائر ضد “قسد”، التي تحاول اتهام أبناء العشائر بأنّهم موالون لنظام الأسد.
Sorry Comments are closed