اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الاثنين، جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل 400 مدني وإخفاء جثثهم في أرضية مستشفى الشفاء ومحيطها بمدينة غزة شمال القطاع، واعتقال 300، فيما ظل أكثر من 100 في عداد المفقودين، وذلك على مدار أسبوعين من توغله.
وفي وقت سابق الاثنين، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من داخل مباني مستشفى الشفاء والمناطق المحيطة بها، مخلفا دمارا هائلا وكارثة إنسانية ارتكبها على مدار 14 يوما، فضلا عن إحراق وتدمير مباني المجمع الطبي ومعظم المنازل المحيطة به.
وقال المكتب الحكومي في بيان، إن “جيش الاحتلال قتل داخل مجمع الشفاء الطبي وفي محيطه أكثر من 400 شهيد”.
وكشف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “حاول إخفاء جريمته النكراء بإعدام مئات المدنيين والجرحى والمرضى داخل أسوار المجمع من خلال تغطية الجثامين بأكوام الرمال وتجريفها ودفنها وخلطها بأرضية المجمع”.
وأضاف المكتب الحكومي: “كما واعتقل الجيش أكثر من 300 أسير، فيما لايزال أكثر من 100 مدني فلسطيني في عِداد المفقودين نتيجة جريمة الاحتلال الصادمة”.
وبحسب البيان ذاته، “انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي فجر اليوم (الاثنين) بعد أسبوعين على اقتحامه واحتلاله بشكل كامل، مُخلّفًا دمارًا واسعًا وجريمة فظيعة ضد الإنسانية وضد القانون الدولي”.
وبيّن أن “الدمار طال جميع مناحي المجمّع، وعمد الاحتلال إلى تدمير وحرق وهدم جميع المباني والأقسام بلا استثناء، في جريمة واضحة يندى لها جبين البشرية”.
وحمّل المكتب الحكومي، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي وإسرائيل “المسؤولية الكاملة تجاه جريمة احتلال واقتحام وتدمير مجمع الشفاء الطبي، كونهم هم من يعطون الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه دون أن يدينوا هذه الجرائم”.
وطالب المؤسسات الأممية والدولية وكل دول العالم الحر إلى “التداعي الفوري من أجل إعادة تأهيل القطاع الصحي وإعادة ترميم المستشفيات وإعادتها إلى الخدمة”.
ودعا إلى “إدخال المستشفيات الميدانية وعشرات الطواقم الطبية ومئات الأطباء في جميع التخصصات من أجل إنقاذ الواقع الصحي في قطاع غزة، وإنقاذ آلاف الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان”.
كما ناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بـ”الضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء”.
والاثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، قتله 200 فلسطيني واعتقال أكثر من 500 آخرين من منطقة مجمع الشفاء الطبي، خلال العملية العسكرية التي استمرت نحو أسبوعين.
وقال: “على مدار الأسبوعين الماضيين داهمت قوات الجيش وجهاز الأمن العام – الشاباك بقيادة الفرقة 162 مع قوات تابعة لمجموعة القتال 401، ووحدة 13 للكوماندوز البحري، والوحدة الخاصة التابعة للواء الناحال، ودوفديفان وهيئة الاستخبارات العسكرية مستشفى الشفاء”.
وأضاف أنه خلال العملية “تم القضاء على 200 فلسطيني، واعتقال ما يزيد عن 500 آخرين ينتمون إلى منظمات فلسطينية (لم يحددها)” على حد زعمه.
ووفق بيان جيش الاحتلال، “تم تحويل المعتقلين لمتابعة التحقيق معهم في إسرائيل، لدى وحدة 504 التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام”.
وأشار إلى أن العملية التي أعلن انتهاءها فجر اليوم، تم تنفيذها بناء على معلومات استخباراتية وصفها بـ”المسبقة والدقيقة الواردة من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام”.
وفي السياق، تحدثت حركة حماس في بيان، عن “العثور على جثامين شهداء مقيّدي الأيدي دفنهم الجيش الإسرائيلي أحياءً”، ضمن “فظائع” ارتكبها خلال اقتحامه مستشفى الشفاء.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال رمضان، ورغم مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
عذراً التعليقات مغلقة