أعلنت أوكرانيا الأربعاء استعادة بلدات عدّة من الروس في جنوب البلاد، ورحّبت بتسليمها نظاماً دفاعياً جوياً جديداً، متوقّعة “حقبة جديدة” بعد يومين من القصف الروسي المكثّف.
واستهدفت البلاد قبل أيام بوابل من الصواريخ وبتحليق للطائرات المسيرة التي استهدفت بشكل خاص البنية التحتية للطاقة المدنية، في ضربات اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنها ردّ انتقامي على الهجوم التفجيري الذي دمّر جسر القرم، والذي وصفته موسكو بـ”الإرهابي” ونسبته إلى كييف.
الناتو يواصل دعم أوكرانيا.. وبوتين يتوعد
والأربعاء أعلنت أجهزة الأمن الروسية أنها اعتقلت ثمانية أشخاص، بينهم خمسة روس، للاشتباه في ضلوعهم في التفجير الذي استهدف جسر القرم السبت. كذلك أعلنت إحباط هجومين قالت إن الاستخبارات الأوكرانية كانت تعتزم تنفيذهما على الأراضي الروسية.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن حلفاء أوكرانيا الغربيين يدرسون تزويد كييف بالمزيد من الأنظمة الدفاعية الجوية لحمايتها من الهجمات الصاروخية الروسية “العشوائية” على مختلف أنحاء البلاد.
وتوعّد بوتين بردّ “قاسٍ” على أي هجمات أخرى على روسيا وما تعتبره أراضيها وبنيتها التحتية، في ظلّ ضمّ موسكو لشبه جزيرة القرم في العام 2014 ثم أربع مناطق أوكرانية أخرى في أيلول/سبتمبر.
وعلى الرغم من تهديدات الكرملين تعهّدت كييف استعادة شبه الجزيرة والمناطق الأربع التي ضمّتها روسيا والواقعة في شرق أوكرانيا وجنوبها.
انتصارات أوكرانية
في الأثناء أعلن الجيش الروسي أنه صدّ هجمات أوكرانية في مناطق دونيتسك ولوهانسك وخاركيف في الشرق الأوكراني.
وأعلنت كييف اليوم أنها استعادت خمس بلدات في منطقة خيرسون التي تعدّ إحدى المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمّها، في أحدث انتكاسة للجيش الروسي الذي يتراجع في هذه المنطقة وفي الشمال الشرقي وفي الشرق منذ بداية أيلول/سبتمبر. لكن الرئاسة الأوكرانية أشارت إلى رد القوات الروسية على العملية، موضحة “يتواصل قصف مواقع وحداتنا لردع الهجوم المضاد على طول خط التماس”.
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن في أواخر آب/أغسطس إطلاق هجومه المضاد.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة على “تويتر”، “بدأت حقبة جديدة من الدفاع الجوي” في أوكرانيا، مضيفاً أن “إيريس-تي الألمانية هنا بالفعل. ناسامز (NASAMS) الأميركية ستأتي بعدها”.
وبعد استعادتها كامل السيطرة تقريباً على منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، أعلنت القوات الأوكرانية مؤخراً تحقيق مزيد من المكاسب الميدانية في شرق البلاد وجنوبها.
وأنزلت أوكرانيا هزائم عدّة بالقوات الروسية منذ أيلول/سبتمبر، الأمر الذي دفع الرئيس الروسي إلى إصدار أوامر بتعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط لمحاولة عكس هذا الاتجاه. واعتُبر الانفجار الذي دمّر جزءاً من جسر القرم بمثابة إذلال لبوتين، الذي أراد تقديمه على أنه رمز للقوة الروسية. كما أنّ هذا الجسر يعدّ ضرورياً لإمداد القوات الروسية في جنوب أوكرانيا.
لقاء مرتقب بين أردوغان وبوتين
أعلن الكرملين اليوم أنه يتوقع أن يعرض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على نظيره الروسي اقتراحاً ملموساً يتصل بوساطة حول النزاع في أوكرانيا، علما بأن الرئيسين سيلتقيان الخميس في كازاخستان.
وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف للصحافيين “الأتراك يطرحون وساطتهم. إذا كانت اتصالات (روسية اوكرانية) ستحصل، فستتم على الأراضي” التركية. وأضاف أن “اردوغان قد يقترح رسميا أمراً ما”، متوقعا إجراء “مناقشة مفيدة ومثيرة للاهتمام”.
وأشاد أوشاكوف مرة جديدة بموقف تركيا التي “لا تنضم من حيث المبدأ إلى العقوبات الغربية غير القانونية” المفروضة على روسيا إثر غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير. ورأى أن هذا “يعطي دفعاً إضافياً لتعزيز التعاون الاقتصادي الروسي التركي”.
ولعبت أنقرة دوراً أساسياً في عملية تبادل أسرى تمت في أيلول/سبتمبر بين روسيا وأوكرانيا، وفي التوصل إلى اتفاق بين البلدين في تموز/يوليو برعاية الأمم المتحدة سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود ومضيق البوسفور.
كما جمعت تركيا على أراضيها مرتين في آذار/مارس ممثلين عن روسيا وأوكرانيا لإجراء مفاوضات فشلت في نهاية المطاف وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بتحمل المسؤولية.
Sorry Comments are closed