قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد اليوم الثلاثاء إن إسرائيل ولبنان توصلا إلى “اتفاق تاريخي” بخصوص ترسيم حدود بحرية متنازع عليها.
ورغم أن الاتفاق محدود النطاق، فسوف يمثل تسوية مهمة بين البلدين، وهما خصمان يجمعهما تاريخ طويل من الصراع، ويفتح الطريق للتنقيب عن مصادر الطاقة قبالة الساحل ويخفف من مصدر التوترات الأحدث بين البلدين.
وقال لابيد في بيان “هذا إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في اقتصادها ويضمن استقرار حدودنا الشمالية”.
من جهته أفاد مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية، اليوم الثلاثاء، بأن الرئاسة تسلمت من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب النسخة الرسمية النهائية المعدلة الذي تقدم به الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين للاتفاق بشأن الحدود البحرية الجنوبية.
وقال مكتب الإعلام، في بيان نشرته الرئاسة اللبنانية عبر حسابها على “تويتر” اليوم، إن “الصيغة النهائية للعرض مرضية للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية”. وأضاف: “نأمل أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في أقرب وقت ممكن”.
وأشار مكتب الإعلام إلى رئيس الجمهورية ميشال عون سيجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحد.
ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ووفد من شركة توتال الفرنسية، ضم رئيس مجلس الإدارة المدير العام رومان لامارتينيار، مدير الشركة، ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفييه، ومدير شمال أفريقيا جان جايلي.
وكان مصدران لبنانيان كبيران قد أكدا لرويترز إن جماعة حزب الله اللبنانية أعطت الضوء الأخضر لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وذكر مسؤول كبير بالحكومة اللبنانية وآخر مقرب من حزب الله أن الجماعة وافقت على بنود الاتفاق وتعتبر المفاوضات انتهت.
وأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، عن أمله أن “يصل ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية إلى نهاياته في وقت قريب، بعدما نجحت الجهود التي قام بها الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين في التوصل إلى مسودة اتفاق تحفظ الحقوق اللبنانية”.
ونقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” عن ميقاتي قوله، خلال تسلمه من نائب رئيس مجلس النواب آلياس بو صعب نسخة عن المسودة النهائية للاتفاق صباح اليوم، إن “الموقف اللبناني الموحد في هذا الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه أفضى إلى هذه النتيجة الايجابية”، معربا عن أمله أن “تبلغ الأمور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية”.
وكان لبنان وضع ملاحظاته على العرض الخطي الذي تسلمه الأسبوع الماضي المتعلق بترسيم الحدود، وسلّمه للوسيط الأمريكي. وستحصل شركة توتال الفرنسية على ترخيص للبحث عن الغاز في حقل قانا، على أن تحصل إسرائيل على حصة من الإيرادات المستقبلية. لكن بما أن قسمًا من حقل قانا يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين مياه البلدين، ستحصل إسرائيل على حصة من الدخل الذي سيحققه لبنان مستقبلًا من استغلال شركة توتال إنيرجي للغاز في قانا، وفق تقارير صحافية إسرائيلية. ولكن أبو صعب قال “هناك تفاهم بين شركة توتال والإسرائيليين، وحسب الاتفاق يمكن أن تحصل (إسرائيل) على تعويضات من أرباح شركة توتال” وليس من لبنان”.
Sorry Comments are closed