الولايات المتحدة وتركيا تبحثان عملية الرقة وخلاف حول دور الأكراد

فريق التحرير9 سبتمبر 2016آخر تحديث :

791

قال وزير الدفاع التركي فكري إيشق إن بلاده تساند العملية التي تهدف إلى طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من الرقة، معقله الأساسي في سوريا، لكن يجب ألا تكون “وحدات حماية الشعب” الكردية- المدعومة من الولايات المتحدة- القوة الأساسية فيها.

وأطلقت تركيا أول توغل عسكري كبير لها في سوريا قبل نحو أسبوعين. وتقول واشنطن إنها تؤيد الجهود الرامية لدحر التنظيم، لكن لا تزال الخلافات قائمة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بشأن دور المقاتلين الأكراد.

وتعتبر الولايات المتحدة “وحدات حماية الشعب” الكردية السورية حليفاً مفيداً في المعركة ضد المتشددين، غير أن تركيا تعتبرها قوة معادية وامتداداً لمسلحين أكراد يشنّون تمرداً منذ أكثر من ثلاثة عقود على أرضها.

وقال إيشق لـ “رويترز″، في مقابلة بعد اجتماع مع نظيره الأمريكي أشتون كارتر في لندن، إنه ينبغي ألا تكون “وحدات حماية الشعب” محور أي جهود لاستعادة الرقة.

وأضاف قائلاً “ما تصرّ تركيا وتركز عليه هو أن العمليات يجب أن تشنّها القوات المحلية في المنطقة، بدلاً من الاعتماد على “وحدات حماية الشعب” وحدها”.

“تركيا لن تسمح لـ “وحدات حماية الشعب” بتوسيع المناطق التي تسيطر عليها واكتساب القوة من خلال استخدام العمليات ضد “داعش” (تنظيم الدولة الإسلامية) كذريعة”.

وتختلف تركيا والولايات المتحدة أيضاً بشأن السيطرة على بلدة أخرى هي منبج، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود التركية. وانتزع تحالف مدعوم من الولايات المتحدة يضمّ “وحدات حماية الشعب” السيطرة عليها الشهر الماضي من “الدولة الإسلامية”.

وتصرّ تركيا على أن ينسحب المقاتلون الأكراد إلى الشرق من نهر الفرات بعد العملية، وهددت بأنهم سيكونون هدفاً مشروعاً للقوات التركية ومقاتلي المعارضة السورية الذين تدعمهم تركيا إذا لم ينسحبوا.

السيطرة على الحدود مع تركيا

وأبلغ كارتر الصحفيين أن مقاتلي “وحدات حماية الشعب” انسحبوا بالفعل من منبج وتعهّدوا بالبقاء إلى الشرق من الفرات، لكن إيشق قال إنهم لم ينسحبوا بالكامل حتى الآن.

وتخشى تركيا أن يسيطر الأكراد مع تقدّمهم إلى الغرب من الفرات على قطاعات متصلة من الأراضي الحدودية.

وقال إيشق “نتوقع أن يتم الوفاء بهذا التعهد. لكن المعلومات التي نتلقاها من وحدات مخابراتنا ومصادر محلية تشير إلى أن قوات “وحدات حماية الشعب” لم تنسحب إلى الشرق من النهر. ما زالوا موجودين في المنطقة”.

وأضاف أن تركيا لن تسعى للمزيد من الأهداف حول منبج غير انسحاب القوات الكردية.

وأقرّ كارتر بالمخاوف التركية، لكنه قال إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا والعراق هي أن يحكم السكان المحليون المدن والبلدات بعد هزيمة “الدولة الإسلامية”.

وقال “لن يذهب أحد إلى هناك ويتولى أمر تلك المدن سوى من يعيشون هناك بالفعل”، مضيفاً أن “وحدات حماية الشعب” تدرك هذا، ولن يسمح لها بالسيطرة على منبج.

جاء توغل تركيا في سوريا بعد أن دعت أنقرة القوى العالمية دون طائل على مدى سنوات إلى المساعدة في إقامة “منطقة آمنة” على الحدود السورية بهدف طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” والمقاتلين الأكراد، ووقف موجة الهجرة التي أثارت توتراً مع أوروبا.

ويحجم الحلفاء الغربيون عن هذه الفكرة حتى الآن، قائلين إنها تحتاج إلى قوة برية كبيرة وطائرات لفرض “منطقة حظر للطيران”، وهو التزام كبير في ساحة حرب مزدحمة تعمّها الفوضى.

وفي لندن أكد كارتر لنظيره التركي استمرار الدعم الأمريكي لجهود تركيا لتطهير حدودها من “الدولة الإسلامية”.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان إن الوزيرين ناقشا أيضاً أهمية إشراك القوات المحلية في قلب أي عملية لتحرير الرقة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل