تصاعد الخلافات بين واشنطن وموسكو حول سوريا .. والبنتاغون ينفي تبادل معلومات مع الروس

فريق التحرير3 أغسطس 2016آخر تحديث :

كيري1

كان من اللافت مطالبة وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا بعدم تنفيذ «عمليات هجومية»، وبمنع نظام الأسد من القيام بذلك، مكتفياً بالإشارة إلى أن مسؤولية أميركا تنحصر في «منع المعارضة من دخول العمليات».

وألمح كيري إلى إخفاق مشروع العملية السياسية الانتقالية الذي كانت المجموعة الدولية لدعم سورية حددت موعده في الأول من الشهر الجاري والذي صادف يوم أول من أمس.

جاء ذلك على حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن عدم وجود اتفاق تبادل معلومات مع الروس بشأن الوضع في سورية. ورداً على سؤال إذا ما كان يشعر بخيبة الأمل لمجيء الأول من آب دون انتقال سياسي يساعد في إنهاء الأزمة السورية، قال كيري: إن الموعد المستهدف حُدد في وقت سابق هذا العام عندما كانت هناك آمال في تماسك المحادثات السياسية في ظل تراجع العنف.

وكان الأول من آب الموعد الذي حددته الدول الكبرى والإقليمية والأمم المتحدة المجتمعة في إطار «المجموعة الدولية لدعم سورية»، لبدء عملية سياسية انتقالية بين الحكومة السورية ومجموعات المعارضة. وتنص خريطة الطريق التي تتبعها الأمم المتحدة في المفاوضات حول سورية، على انتقال سياسي خلال ستة أشهر اعتباراً من آب، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً.

وقال كيري: «حدد هذا التاريخ في سياق التوافق على أن الأطراف المعنية ستتمكن من الحضور إلى المباحثات وستباشر التفاوض على الفور». لكن اتفاق «وقف الاقتتال» الذي بدأ في شباط قد انهار تقريباً.

وقال كيري للصحفيين، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء: «من الضروري على نحو واضح أن تمنع روسيا نفسها ونظام الأسد من تنفيذ عمليات هجومية مثلما هي مسؤوليتنا أن نمنع المعارضة من الدخول في تلك العمليات».

وأضاف «هذه أيام مهمة في تحديد ما إذا كانت روسيا ونظام الأسد» سيرتقيان إلى مستوى جهود إنهاء العنف واستئناف محادثات السلام. وتابع قوله: «الشواهد حتى الآن مقلقة للجميع بشدة»، كما أعرب عن «قلق كبير لما يجرى على الأرض» في حلب.

لكنه أضاف: «سنرى خلال الساعات القليلة المقبلة ما إذا كان في إمكاننا تغيير هذه المعادلة». ويبدو أن كيري كان يتحدث في إشارة ضمنية إلى مشاورات عسكرية جارية في العاصمة الروسية موسكو. وسبق هذا الاجتماع الذي سربت مصادر فرنسية الأنباء عنه، اجتماع في جنيف جمع العسكريين الروس والأميركيين بناء على طلب شخصي من الوزير الأميركي.

ويريد الأميركيون التوصل إلى هدنة شاملة في حلب، وهو ما من شأنه أن يثبت وضع خطوط «جيش الفتح» في جنوب غرب حلب، التي اجتاحوها مؤخراً. واعتبر كيري أنه وبسبب «الهجمات المستمرة التي يشنها نظام (بشار) الأسد، وجدت المعارضة نفسها عاجزة عن الحضور إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات في حال لم تتوقف المواجهات».

لكن روسيا شككت في قدرة واشنطن على تحقيق الفصل بين المعتدلين والمتطرفين في إشارة إلى «جبهة فتح الشام»، وذلك حسبما أكد نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريباكوف. حرص «البنتاغون»، على حصر التعاون مع روسيا في إطار اتفاق عدم التصادم العسكري الذي توصل إليه الجانبان في تشرين الأول من العام 2015 الماضي.

وقال المتحدث باسم الدفاع الأميركية ميشيل بالدانتسا: «نحن لا ننسق مع الروس، ولا نتعاون، ولا نتبادل المعلومات الاستخباراتية، كما أنه لا توجد اتفاقية لفعل ذلك»، في تأكيد على عدم نية لإطلاق تعاون عسكري مستقبلاً.

وذكر بالدانتسا في تصريح لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن العسكريين الأميركيين والروس يتقابلون بشكل منتظم في إطار مذكرة تفاهم حول ضمان أمن الطلعات الجوية فوق سورية، مؤكداً أن هذه اللقاءات مكرسة فقط لمسألة أمن الطيارين.

وأضاف إن «وزارة الدفاع الأميركية لا تنسق مع العسكريين الروس في سورية، وتقوم فقط بخطوات عملية لضمان أمن قوات الولايات المتحدة والتحالف، نحن نحرص على ألا تؤدي الأعمال العسكرية إلى كارثة».

المصدر – وكالات

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل