عِنْدَمَاْ كَاْنَتْ الْمِقْصَلَةُ سُنْبُلَةً
قصيدة للشاعر: حيدر محمد هوري
(للأرضِ الَّتي شبعتْ لحماً و دماً.. لمضايا.. لي.. ولكم)
هِيَ ذِيْ البِلَاْدُ
رَغِيْفُ خُبْزٍ يَاْبِسٍ،
وَفَمٌ يَعِيْشُ عَلَىْ حُرُوْفِ البَسْمَلَةْ
وَيَدٌ تُمَدُّ إِلَىْ السَّمَاْءِ،
نِدَاْؤُهَاْ:
يَاْ رَبُّ إِنَّي بِالقبُوْرِ مُكَبَّلَةْ
وَيْحَ الغُرَاْبِ
شَرِيْكُ قَاْتِلِنَاْ القَدِيْمُ
أَبَاْحَنَاْ لِلْأَرْضِ،
حَتَّى نَحْمِلَهْ
فِيْ كُلِّ مَوْتٍ بِالسَّوَاْدِ
كَأَنَّهُ قَدَرٌ
يُفَتّشُ عَنْ هُدَاْهُ، لِنُكْمِلَهْ
كَيْ تَرْسُمَ الكَلِمَاْتُ
ذَاْكِرَةَ الشّعُوْبِ
تَصُوْغُ مَعْنَىْ المَوْتِ
هَذِي السّنْبُلَةْ
وَ تَقُوْلُ:
ذَاْكِرَتِيْ الحُقُوْلُ،
وَمِنْجَلُ الفَلَّاْحِ
وَجْهٌ آخْرٌ لِلْقُنْبُلَةْ
لَاْ فَرْقَ فِيْ فِقْهِ الجِيَاْعِ أَمَاْمَنَاْ..
ذِكْرَىْ الحَصَاْدِ
تَجُبُّ زَيْفَ الأَمْثِلَةْ
بِالسُّنْبُلَاْتِ الخُضْرِ
نَمْتَحِنُ التُّرَاْبَ..
عَلَىْ تُخُومِ المَوْتِ
بَعْضُ الأَخْيِلَةْ
طِفْلٌ يُبَعْثِرُ عُمْرَهُ
وَ يَجُوْبُ كُلَّ الأَرْضِ شَمْسَاً
فِيْ غِيِاْبِ البُوْصَلَةْ
وَ أَبٌ يَزُفُّ فُؤَاْدَهُ لِلْقَحْطِ..
يَبْكِيْ فَوْقَ جُثْمَاْنِ الحَبِيْبِ،
لِيَغْسِلَهْ
أُمٌّ تُفَسِّرُ لِلْصَغِيْرِ دُمُوْعَهَا
فَعَلَىْ يَقِيْنِ المِلْحِ
تَعْلُو المِقْصَلَةْ
عذراً التعليقات مغلقة