محمود بكور – ريف حمص الشمالي – حرية برس:
شهدت منطقة ريف حمص الشمالي حركة ملحوظة بالعمران بعد فرض مناطق خفض التصعيد فيها قبل أشهر، إذ شرع الأهالي بالعودة من الخيام في المزارع المحيطة إلى مدنهم وقراهم، لإصلاح وترميم بيوتهم، فيما اضطر الكثير منهم لبناء منزل جديد كونهم إما لا يملكون منازل أو دمر بسبب القصف.
لكن الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على الريف ومنع إدخال مواد البناء، اضطر الأهالي للاعتماد على مواد ووسائل أخرى تساعدهم في بناء بيوتهم.
اعتبر مهند وهو متعهد بناء من مدينة تلبيسة بحديث لحرية برس: أن ارتفاع أسعار المواد تسبب بتوقف أكثر من عشرين مهنة وحرفة متعلقة بالبناء؛ بعد أن كان عملهم قد وصل إلى مرحلة جيدة في الأشهر الماضية بسبب انخفاض القصف نوعاً ما في بعض المناطق.
وقال أبو محمود، وهو عامل بناء من مدينة تلبيسة، أنه بعد أن دخلت الهدنة حيز التنفيذ بفترة قصيرة بدأ الطلب بشكل جزئي على البناء، وعاد عملي كما في الأحوال العادية قبل الثورة، ولكن طبيعة العمل تغيرت كثيراً وتغيرت معه تصاميم البيوت وأشكالها، فمعظم الناس يبنون غرفتين دون أعمدة وبمواد لا تصلح للبناء، ولكن للضرورة أحكام فالشتاء على الأبواب.
وأضاف: أعمل الآن ببناء البيوت غالباً من الطين “اللبن” والحجر فالعمل شاق جداً مقارنة بالسابق، الحجر أو الطين يحتاج الى جهد كبير وبحاجة الى إتقان شديد، بنينا بيوت من الحجر بأشكال هندسية تعود الى مئات السنين كالقناطر والأدراج تحت الأرض وتعطي مناظر عمرانية جميلة، ناهيك عن الأسعار المتدنية جداً للحجر والطين مقارنة بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات ومعظم المواد.
خالد أبو عمار، أحد أهالي تلبيسة، قال لحرية برس؛ “منزلي تدمر بفعل قصف الطيران الحربي، قررت بناء منزل صغير يتألف من غرفتين ومنافعها ليأويني وعائلتي بسبب اقتراب فصل الشتاء، فالعيش بخيمة لمدة 5 سنوات أشبه بالجحيم.
يضيف أبو عمار: “بدأت أجمع قطع الحجر الأزرق من مناطق غربي العاصي وأنقلها مسافة 12 كم بجرارات زراعية إلى مدينتي “تلبيسة ” لارتفاع أسعار “البلوك” ورداءة صنعه، بسبب عدم توافر مواد البناء، حيث أستعين ببقايا الركام وأقوم بإعادة تدويرها.
يعتبر أبو عمار أن الحجر أقوى وأمتن ويحفظ البيت من حرارة الصيف وبرد الشتاء، لكن تكلفة البناء من حيث أجور الأيدي العاملة أكثر بقليل من الطوب “البلوك”، يقول في نهاية حديثه ليس أمامنا إلا الصبر وتحمل قسوة البقاء هنا بدل جحيم النزوح و المخيمات”.
ويخضع ريف حمص الشمالي إلى حصار مطبق من قبل قوات الأسد ومليشياته التي تمنع دخول مواد البناء المواد الغذائية والأساسية منذ نحو أربع سنوات.
عذراً التعليقات مغلقة