قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، في حوار صحافي يعود تاريخه إلى سنة 2011، “من لم يسمع طبول الحرب تدق فهو أصمّ”؛ وأضاف أنه “عندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون (الانفجار الكبير)”.
بعد حوالي خمس سنوات، من هذا التصريح، عاد الحديث يتجدّد عن قرب اندلاع الحرب العالمية الثالثة، لكن هذه المرة من البوابة الروسية، التي تبدو أكثر المروّجين لهذه الفكرة والمستفيدين منها.
وبينما تفضل وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية مصطلحات من قبيل الحرب الباردة الثانية، تشدّد وسائل الإعلام الروسية على استعمال تسمية الحرب العالمية الثالثة، ضمن عمليات أشبه بعمليات التجييش وإعلان النفير العام.
ويقرع صدى طبول الحرب بقوة في وسائل الإعلام التابعة للكرملين، فعلى المحطة الرسمية الأولى، يعلن مقدم النشرة المسائية الرئيسية أن “بطاريات المضادات الجوية الروسية في سوريا ستسقط الطائرات الأميركية”.
وعلى محطة الأخبار روسيا 24، نشر تقرير حول تحضير ملاجئ للحماية من ضربات نووية في موسكو. وفي سان بطرسبرغ، يتحدث موقع الأخبار فونتانكا عن إمكانية قيام حاكم المدينة بتقنين الخبز استعدادا لحرب مقبلة.
وتتحدث الإذاعة عن تدريبات “دفاع مدني” تحشد بحسب وزارة الأوضاع الطارئة 40 مليون روسي على مدى أسبوع، وعلى جدول الأعمال إخلاء مبان وتدريبات على مواجهة حريق.
أما بالنسبة إلى الذين أطفأوا جهاز التلفزيون وفضلوا التنزه في شوارع موسكو، على سماع أخبار الحرب، فستقع أنظارهم على رسومات وطنية تغطي الجدران رسمها فنانون موالون للرئيس فلاديمير بوتين من منظمة سيت.
ويوجه الناطق باسم الجيش الروسي الجنرال إيغور كوناشنيكوف تحذيراته إلى البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية. وقال في 6 أكتوبر في ما يشكل تهديدا مبطنا للولايات المتحدة “أذكر المخططين الاستراتيجيين الاميركيين بأن صواريخ اس-300 المضادة للطيران واس- 400 التي تؤمن غطاء جويا لقاعدتي حميميم وطرطوس لديها نطاق تحرك يمكن أن يباغت أي طائرة هويتها غير معروفة”.
وفي سياق الترويج لهذه الفكرة، نشرت الصحف ومراكز الدراسات الروسية مقالات ومواقف لمحللين يتحدثون عن الصدام المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، مع تبشير مسبّق بانتصار روسيا.
ومن ذلك، ناقشت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا احتمال ظهور طائرات إف- 35 أميركية محملة بقنابل نووية جديدة عند حدود روسيا، مشيرة إلى أن حلف شمال الأطلسي يفكر في خطط لتخويف روسيا.
وقالت اليومية الروسية إن هذا “ما أعلنه أمينه العام ينس ستولتينبيرغ من دون أي مواربة في مؤتمر الأمن الأوروبي، الذي انعقد في برلين قبل فترة. ويبدو أن هذه لم تكن كلمات جوفاء، فإضافة إلى تعزيز البنى التحتية العسكرية على مقربة من حدود الاتحاد الروسي، يخطط الحلف بدعم مكثف من واشنطن لنشر أسلحة نووية جديدة في أوروبا“.
وأشارت الصحيفة إلى إعلان إدارة الأمن النووي الأميركية، التابعة لوزارة الطاقة، عن نجاح اختبار القنبلة النووية الموجهة “بـ61″ والذي أجرته القوات الجوية الأميركية في ميدان تونوب في ولاية نيفادا.
ووفق ذات الصحيفة “أعلنت إدارة الأمن النووي أن هذه الأسلحة سوف تنشر في قواعد الناتو المنتشرة في أوروبا بحلول عام 2020؛ ما سيرفع من قدرة الحلف القتالية. وطبعا كقاعدة عامة ستعدُّ الولايات المتحدة والناتو هذا الأمر ردا على (عدوانية روسيا)”.
وأرفق الخبر بتعليق لرئيس مركز التحليل السياسي أليكسي موخين، قال فيه إن “الولايات المتحدة تحاول التحكم بالحلف عن طريق تصعيد أسطورة الخطر الخارجي ولمعرفتها بأن مكافحة الإرهاب بالنسبة إلى الناتو هي مهمة صعبة جدا، فهي تعود إلى الحديث عن الخطر الروسي”.
وتقطع طائرات الإف-35 الأميركية المسافة من دول البلطيق إلى موسكو وسان بطرسبرغ في دقائق، وفق صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا، التي نقلت تصريحات عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف قال فيها إن لقنابل بـ61 وبـ12 غرضين: يمكن استخدامها كعنصر في هجمات إستراتيجية بواسطة القاذفات الثقيلة، أو باستخدام طائرات تكتيكية. وهذه الخطط حسب رأيه “استفزازية وتتعارض مع تعهدات واشنطن بالسعي لنزع السلاح النووي بصورة تامة”.
وفي مثل هذه الظروف، تقول المصادر الروسية، إن موسكو ستتخذ إجراءات مضادة، أهمها تحديث منظومات الدفاع الجوي والمضادة للصواريخ في الاتجاه الغربي الاستراتيجي؛ وإضافة إلى هذا، قد تتخذ إجراءات إضافية مثل استعادة القواعد العسكرية السوفييتية خارج الحدود.
ويقول الخبير العسكري يوري نيتكاتشيف “إذا ظهرت مقاتلاتنا وقاذفات القنابل الروسية في كوبا، فسوف يقلق ذلك واشنطن، خاصة أنها ستقطع المسافة إلى الأراضي الأميركية في زمن قصير. وهذا الأمر سيجبر الأميركيين على التفاوض من أجل تخفيف الخطر كما في منطقة البلطيق كذلك في الكاريبي”. وبحسب رأيه، فإن ظهور قاعدة عسكرية روسية بالقرب من الحدود الأميركية فكرة رائعة.
تحول في العلاقات
نشرت صحيفة إيزفيستيا مقالا كتبه المحلل السياسي أندريه مانويلو، يقارن فيه بين روسيا اليوم وروسيا، في أولى سنوات بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، حيث يقول “في عهد بوريس يلتسين (أول رؤساء روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي) لم يمسنا أحد، لأن روسيا كانت ضعيفة ومطيعة ومهانة وراكعة، وهذا ما كان يرضي الغرب.
كانت روسيا تنفذ أوامر البيت الأبيض وصندوق النقد الدولي مسرعة نحو الهاوية إلى أن تم إبطاء ذلك ووقفه في بداية العقد الماضي. وعندما بدأت روسيا تنهض من كبوتها وتدافع عن مصالحها الوطنية ثار سخط الغرب، وهذا بالذات أساس المواجهة التي أصبحت فيها سوريا وأوكرانيا حجة“.
ويضيف مانويلو متسائلا “الولايات المتحدة تحاول عبر بعض التسريبات وتصريحات مختلفة إظهار استعدادها لخوض الحرب ضد روسيا. فهل هذا صحيح؟”؛ ليجيب، بذات اللهجة التبريرية، “الولايات المتحدة على عتبة الانتخابات الرئاسية، وفي هذه الفترة بالذات تزداد النزاعات المسلحة التي تثيرها واشنطن، وذلك لأن الإدارة الأميركية التي شارفت ولايتها على الانتهاء لن تفقد شيئا، بل قد تعيد لنفسها الهيبة المفقودة بـ “الانتصار في حرب خاطفة” (الانتصار على روسيا بأي شكل مهم لأوباما وكيري حاليا). والصقور ‘العكرة’ من أنصار هيلاري كلينتون التي تدعو إلى الحرب ضد روسيا قد يحاولون استخدام النزاع المسلح من أجل فوزها في الانتخابات الرئاسية”.
وفي ذات التوجه، نشرت صحيفة أرغومينتي إي فاكتي مقالا كتبه أندريه كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي، شرح فيه أسباب إمكانية تخلي واشنطن عن الضغط على موسكو تدريجيا.
وقال كليموف “لقد اختبر الأميركيون صبرنا طويلا، ونحن لم نرد بشيء. فالعقوبات الجوابية التي فرضتها روسيا كانت موجهة عمليا ضد الاتحاد الأوروبي، ولم تمس الولايات المتحدة. كذلك، فإن الأميركيين عند فرضهم العقوبات على روسيا لم تمس مجال الفضاء، لأن التعاون معنا في هذا المجال مربح لهم، ما يدعو إلى السخرية”.
ويعتبر كليموف أنه يجب ألا يفكر أحد بأن روسيا عندما اتخذت قرارها بوقف العمل باتفاقية إعادة تدوير البلوتونيوم، ثم وقف العمل باتفاقية التعاون مع الولايات المتحدة في مجال البحث والتطوير في القطاعات النووية والطاقة، تأزم الوضع.
ويضيف “نحن ببساطة نعمل على موازنة علاقتنا، والتي، بالمناسبة لا نتخلى عنها. فإذا غيرت الإدارة الأميركية الجديدة موقفها من روسيا بعد الانتخابات الرئاسية، فإن روسيا ستدخل تعديلات على موقفها أيضا”.
أسباب التصعيد
يدفع التصعيد في وسائل الإعلام الروسية إلى التساؤل حول سبب هذه الفورة، وهل حقا سيشهد العالم حربا عالمية ثالثة، خصوصا بعد توقف المفاوضات في 3 أكتوبر بين موسكو وواشنطن حول النزاع السوري إثر فشل وقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه القوتان في جنيف في سبتمبر.
وفي رده على هذا التساؤل، يقول فلاديمير أحمدوف، كبير الباحثين في معهد الاستشراق بموسكو، لـ “العرب”، “من يراقب الإعلام الروسي بشكل عام يشعر أنه منغمس في الوضع في سوريا، لكن، كون الأزمة هناك دولية الطابع، قد يفهم من الإعلام الروسي أنه يتحدث عن حالة تشبه الحرب العالمية، إلا أن هذه الحرب لا توجد إلا في مخيلة المتحدثين”.
ويعتبر أحمدوف، الذي يصف روسيا بأنها، سوريا هي جوهر ما يسمى “الحرب العالمية الثالثة” إعلاميا، أن روسيا ترد على التصعيدات باتزان ودبلوماسية بعيدا عما يصوره الإعلام بأنه حرب عالمية، ويستدلّ على ذلك “مع كل تصعيد تتواصل روسيا مع الأطراف الدولية لمناقشة أي مشكلة قائمة والعمل المشترك لإيجاد حلول لها”. ويضيف “بالتأكيد لا توجد تصورات مشتركة ومتكاملة مع جميع الأطراف، ولكن الحديث عن مواجهة مباشرة أمر مستبعد حتى الآن”.
ويؤكد أحمدوف على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن نسبة كبيرة من الإعلاميين، وعموم الروس، لم ينسوا بعد الحرب العالمية الثانية، لايزال بعضهم يعيش في أجواء تلك المرحلة، وتأثروا بأجواء الحروب الأخرى التي عاشتها روسيا، وبالتالي تولدت لديهم عقلية خاصة تجعلهم دائما في حالة دفاع، وأي تلويحات وتصعيدات غربية ضد روسيا سيترجمها الإعلام الروسي على أنها مؤشرات ومقدمات لحرب عالمية ثالثة.
يقرأ محمود الحمزة، الباحث المتخصص في الشأن الروسي المقيم في موسكو لـ”العرب”، هذا التصعيد من زاوية مختلفة، مشيرا إلى أن “وسائل الإعلام تعود ملكيتها إما مباشرة للدولة وإما جزئيا للدولة ولرجال الأعمال، التابعين لها، وهي قليلة ومحاصرة ومقيدة وتتعرض لمضايقات كبيرة، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يكون الإعلام موجها ومسيسا”.
ويلخص الحمزة أسباب التصعيد الإعلامي الروسي بعدة نقاط، هي:
- تبرير السياسة الرسمية الروسية عن طريق الترويج لوجود عدو خارجي (أميركا والغرب والإرهاب) يهدد وجود روسيا ويريد إضعافها سياسيا وعسكريا واقتصاديا والانتقاص من هيبتها.
- استغلال الانتخابات الأميركية واللعب على وتر كلما زادت المشاكل في الولايات المتحدة كانت لصالح روسيا.
- أحداث أوكرانيا وموقف الغرب من ضم القرم الذي فرض عقوبات مؤلمة على روسيا وسعي الروس للانتقام من الغرب.
- أحداث سوريا والتدخل العسكري الروسي والغضب من روسيا بسبب القتل والدمار اللذين تسببهما طائراتها الحديثة، لذلك تريد موسكو قلب المعادلة وإبعاد الشبهات عنها على مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع.
- روسيا تريد أن تعود إلى الساحة الدولية كدولة عظمى، ولذلك يجب أن تظهر عضلاتها ليست فقط العسكرية وإنما تمارس سياسة إعلامية هجومية ضد الغرب، وقد تستخدم أساليب أخرى تتعلق بالإنترنت والقرصنة المعلوماتية وغيرها للضغط على الأحداث في الغرب عموما.
- إبعاد أنظار المواطنين الروس عن مشاكلهم وغلاء المعيشة وتدهور القيمة الشرائية للروبل، وتوجيه أنظارهم إلى الخارج وتخويفهم من الأعداء الذين قد يهجمون على روسيا في أي وقت.
حرب باردة
لا خلاف في أن طبول الحرب تدق وسط ما وصفه كيسنجر بـ”حالة اللانظام” التي يعيش على وقعها العالم اليوم، ولا خلاف في أن روسيا نجحت إلى حد ما في قلب معادلات صاغتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، وفي إرباك تحالفات ظلت لسنوات تسير وفق خط محدّد، إلا أن ذلك لا يعني وفق الخبراء، أنه يمكن أن يصل بالعالم إلى شنّ حرب عالمية ثالثة، بالمفهوم التقليدي العسكري للحروب.
العالم يواجه حربا باردة محتملة خطيرة ومدمرة، وفق المحلل في صحيفة ذي إندبندنت شين أوغرادي، الذي يضيف في تحليل حمل عنوان “روسيا، الصين، الولايات المتحدة، هل هي حرب عالمية ثالثة أم حرب بادرة ثانية”، “هناك الكثير من الأدلة على أن الحرب العالمية الثالثة باتت قريبة بالفعل، ولكن لن تكون بالطريقة التي توقعها العديد من علماء المستقبليات في الماضي، على شكل اشتباك بين القوى العظمى، ومطاردة دباباتهم لبعضهم البعض عبر السهل الألماني الشمالي”. وأضاف “السؤال هو ما إذا كانت جميع الحروب الصغيرة الحالية يمكن أن تتحول في الواقع إلى صراع حقيقي بين القوى العظمى يضم على الأقل الولايات المتحدة وروسيا والصين”.
ويتحدث الخبراء السياسيون عن احتمالين نظرا للصعوبات الاقتصادية لروسيا؛ الأول متفائل حيث تتفق القوتان “على شروط جديدة للتعايش، في ما يشبه يالطا-2″ في إشارة إلى تقاسم مناطق النفوذ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية، أما السيناريو الثاني والكارثي فهو أن تتحرك روسيا وفقا لمثل شعبي معروف “إذا كان لا يمكن تجنب المواجهة، فاضرب أولا”.
المصدر: العرب
هناك كلام كثير في هذا التحليل وأيضا هناك الكثير من الكلام للتعليق عليه,ولكن أسرد هنا طرفا واحدا ,روسيا لم تعد ذاك الخصم الند لأمريكا,فالفجوة التقنية بينهما تقدر بخمسين عاما ,فانهيار الاتحاد السوفييتي أدى الى توقف التطوير في الصناعات العسكرية الروسية لمدة عقدين من الزمن,كانت فيهما أمريكا تسير بسرعة الضوء في انتاج أسلحة مخيفة ومنها احتواء تفجير نووي وتجنب أضراره الاشعاعية والحرارية,والا فما معنى هذا الكلام الصبياني بأن بوتين أمر ببناء ملاجيئ لسكان موسكو لحمايتهم من حرب نووية متوقعة,وأميركا ساكتة ولم نسمع منها بناء مثل هذه الملاجئ ,يعني أن أمريكا لا تعنيها هذه المقولات, أو لا يعنيها أمن شعبها!صحيح أن لد
ى أمريكا ملاجئ (مشيدة منذ زمن )مضا
دة لهجوم نووي,)ولكن لعدد قليل من الشخصيات الحاكمة المؤثرة والتي تؤمن استمرارية ادارة البلاد في حال نشوب حرب عالمية نووية,وكان هذا زمن الاتحاد السوفييتي.الآن ليست روسيا وحدها تملك أسلحة نووية,فهناك الهند والصين واسرائيل ولا ننسى كوريا الشمالية وباكستان,ناهيك عن بريطانيا وفرنسا ,كما أن اليابان بقدراتها الحالية تستطيع أن تنتج القنابل النووية خلال أسابيع,ما أريد أن أقوله,أن الحرب النووية ليست محصورة بالدولتين أمريكا وروسيا ,فهناك آخرون يشكلون صداعا,صحيح أنهم حلفاء الآن,ولكن عندما يجدون فرصة ما لاعادة أمجاد الماضي ,فلن يتوانون عن ذلك,مثل اليابان,أو حتى دول أوروبا (ألمانيا مثلا تستطيع صناعة القنابل النووية في غضون أسابيع فلديها كل البنية التحتية اللازمة لذلك.)ولهذا ,ان الكلام عن حرب نووية لا يعني البتة خروج منتصر منها,بل هي خراب للجميع أو ربما لتغيير توازن القوى على الأرض لغير صالح أمريكا أو روسيا,ولهذا الكلام عن حرب نووية هو كلام (عيال),الا اذا أراد الله أن يخلصنا من هؤلاء العيال,الذين حولوا الحياة الى جحيم في كثير من بقاع العالم.