ياسر محمد- حرية برس:
ربط وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني السوري المعارض، بين التصعيد الروسي على إدلب والموقف التركي من التطورات في ليبيا، فيما تواترت أنباء عن وصول عدد من عناصر “فصائل” محسوبة على المعارضة السورية وتركيا إلى طرابلس لاستخدامها من قبل الأتراك في مشروعهم السياسي هناك!.
وفي التفاصيل، رأى وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، اللواء سليم إدريس وجود علاقة بين الموقف التركي من الملف الليبي وما يجري في إدلب، مؤكداً أن روسيا تضغط على تركيا في ليبيا من خلال التصعيد في إدلب.
وقال إدريس في لقاء مع “الجزيرة نت” تم نشره اليوم الجمعة، إن “هناك علاقة بين الموقف التركي من الملف الليبي وما يجري في إدلب، فروسيا تريد من خلال تصعيد الهجمات على جبهات إدلب الضغط على تركيا التي يمكن أن يكون لموقفها تجاه ليبيا تأثير مباشر على المصالح الروسية هناك”.
ومن المعلوم أن روسيا تدعم اللواء الانقلابي خليفة حفتر، فيما تدعم تركيا حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
إلا أن الدعم التركي تجاوز السياسة ليصل إلى مستويات غير مسبوقة، وتحديداً الدعم العسكري، فقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الخميس إن بلاده ستمرر قرار إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وسيكون هذا الدعم برياً وبحرياً وجوياً.
ولكن، لأن ذلك ربما يتأخر قليلاً ريثما يتم تمرير المشروع قانونياً من خلال البرلمان التركي، سرت أنباء عن إرسال تركيا مقاتلين من فصائل سورية معارضة تتبع لها وشاركت معها في عملياتها في الشمال السوري (غصن الزيتون، نبع السلام).
وسائل إعلام سورية محلية، مثل “ستيب” و”جسر” وغيرها، أكدت المعلومات وقالت إنها حصلت من مصادر موثوقة ومعلومات متقاطعة أن عناصر من “الفيلق الثاني” التابع “للجيش الوطني” المعارض، وصلوا فعلاً إلى ليبيا، وهم من فصائل “السلطان مراد، وكتيبة المعتصم، وفرقة الحمزة”، وعلى رأسهم قائد فصيل “السلطان مراد” فهيم عيسى.
وقالت المصادر إن العناصر سيتقاضون راتباً شهرياً مقداره 2000 دولار أميركي، و3000 للضباط والقادة، فيما يبلغ تعويض الإصابة 35 ألف دولار.
وفيما نفى “الجيش الوطني” رسمياً هذا الأنباء، ولم تصدر أي تصريحات رسمية عن أي طرف، فقد أصدر سياسيون ومثقفون سوريون، اليوم الجمعة، بياناً مفتوحاً للتوقيع، يدين نقل عناصر من فصائل سورية معارضة إلى ليبيا “إن كان صحيحاً”.
وجاء في البيان: “تناقلت مصادر إعلامية متعددة، خبراً مفاده تجنيد بعض السوريين من قبل الحكومة التركية للذهاب والقتال في ليبيا تحت قيادة ضباط أتراك وسوريين، وفي حال صحت هذه الأنباء، فإننا بصفتنا ثائرين وسياسيين وأكاديميين سوريين، نستنكر وبشدة إقدام أي سوري على الموافقة على القتال خارج سورية، أيا كانت الذريعة والمغريات والضغوط التي مورست ضده”.
وأوضح البيان أن “السوريين ثاروا من أجل حريتهم وكرامتهم، ولم يحمل السوريون السلاح ليتحولوا إلى مرتزقة يقاتلون في حروب الآخرين خارج أرضهم وخارج ثوابت ثورتهم”.
وختم البيان بالقول: “إن تمسكنا بقيم ثورتنا السورية وحق السوريين في الدفاع عن أرضهم وحريتهم، يملي علينا التمسك وبنفس الدرجة بحق الليبيين وكل شعوب الأرض في تقرير مصيرهم بعيداً عن التدخلات الأجنبية أياً كانت ذرائعها ومبرراتها”.
ومن الموقعين على البيان: جورج صبرة، عالية منصور، سمير نشار، محمد صبرا، عبد الباسط سيدا، منهل باريش، عمر إدلبي، سهير أتاسي، عبد الناصر العايد، أديب إحسان الشيشكلي، غالية قباني، المعتصم السيوفي.
Sorry Comments are closed