أنساب…طفلة أفقدها القصف إحساسها بالحياة

فريق التحرير8 فبراير 2018آخر تحديث :

لجين المليحان – حرية برس:

حين شاهدت دخان متصاعد أسود اللون من جانب البيت وصوت انفجار قوي ، هرعت مسرعاً إلى البيت وحاولت أن أطمئن على زوجتي وطفلتي الصغيرة أنساب، وبعد دخولي إلى البيت بحثت عنهما وسط الدخان لأجد زوجتي جالسة في زاوية الغرفة تحتضن طفلتي بشدة والخوف والشحوب يملأ وجهها أما طفلتي الصغيرة تبكي بشدة وتصرخ .

يكمل أبو حمزة الحديث عن طفلته “أنساب” عندما نزل الصاروخ بجانب البيت أصدر الانفجار صوتاً ضخماً أفزع أنساب وكان عمرها حينها ثلاثة أشهر لتبدأ بالبكاء ولم تسكت ولونها أصفر شاحب والخوف والفزع بقيا ملازمانها لفترة طويلة، وعندها أدركت أن وضع طفلتي ليس بطبيعي، فذهبت بها إلى طبيب وحينها كانت الصدمة الكبرى لي أكبر من صدمة أنساب عند سقوط الصاروخ .

يتابع أبو حمزة قصته قائلاً  “أخبرنا الطبيب أن أنساب أصيبت بتشوه في الدماغ وضمور في الكلية اليسرى وضعف في نمو العظم وذلك بسبب الصدمة التي تلقتها عندما سقط الصاروخ الذي أرعبها” .

يقول أبو حمزة أصبحت تصاب بحالات اختلاج صعبة وهي الآن في سن 5 سنوات ونمو عقلها يوازي عقل طفل ذو شهرين لأن التحسن بطيء جداً وضعيف وحجمها صغير مقارنة بعمرها لأن العظم لاينمو .

ويقول أبو حمزة -وهو من درعا المحطة ومنشق عن قوات الأسد في عام 2011- لقد لحقت بالثورة السورية منذ أول يوم انطلقت فيه في درعا لأنظم لصفوف المتظاهرين وثم الجيش الحر وحالياً أقيم في مدينة الحراك منذ 5 سنوات، ولا أنسى ذالك اليوم الذي قصف به النظام هذه المدينة لتكون إحدى هذه الصواريخ سبب مرض ابنتي الصغيرة.

يكمل حكايته تذهب زوجتي إلى دمشق رغم صعوبة الطريق ومشقة الذهاب والإياب لتأخذ أنساب إلى الأطباء هناك، وذلك بسبب ضعف الإمكانيات الطبية في المناطق المحررة، وتعاني من الكثير من المتاعب خلال هذه الرحلة لعلها تجد دواء وشفاء لهذه الطفلة.

يُضاف إلى ذلك الأعباء المادية التي أثقلت كاهلهم، يقول والد أنساب “في بعض الأحيان تعود زوجتي من دمشق وهي لاتملك حتئ أجرة الركوب في الحافلة لتقول لصاحبها إني لا أملك المال هل تسمح لي بركوب الحافلة”، حيث أنه وضعهم المادي معدوم ومرض أنساب زاده سوءً، فالعائلة تضطر لجمع مالديها لجلب الدواء وإبرة تحتاجها الطفلة كل 6 أشهر، والحال مستمر هذا منذ 5 سنوات .

إن إصابة أي فرد من أفراد العائلة بمرض في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات الأسد يعتبر عبئاً كبيراً عليها، نظراً لعدم توفر أطباء مختصين ومشافي مجهزة بالأجهزة الطبية اللازمة، فضلاً عن نقص بالمواد الطبية والدوائية والتي إذا توفرت فبأسعار مرتفعة، الأمر الذي لا يقدر عليه المريض المحتاج إلى أدوية معينة بشكل دائم.

ودعا والد أنساب في نهاية حديثه المنظمات والهيئات المدنية إلى تكثيف جهودها لإيجاد حلول جذرية لإنهاء معاناة المرضى ومن بينهم الأطفال، وتوفير المواد الطبية، وأطباء مختصين، فضلاً عن توفير الأدوية، وإنشاء جمعيات خيرية تستطيع مساعدة أهالي المرضى بالتكفل بمصاريف العلاج

يُشار إلى أن السكان في محافظة درعا يعانون من أوضاع معيشية صعبة، وقلة توفر مصدر للدخل يقيهم من التشرد والنزوح ويؤمن لهم لقمة عيش كريمة .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل