حرية برس
أحرزت الطفلة السورية شام المجد الأطرش (6 أعوام) المركز الثامن في مسابقة “تحدي الإلقاء للأطفال” بمشاركة أكثر من ألف طفل من أنحاء العالم العربي.
وفازت شام المجد عبر إلقائها أبيات من قصيدة لوالدها الشاعر ياسر الأطرش، وتعتبر “شام” الأصغر سناً بين الأطفال الفائزين بالمراكز الأولى في المسابقة التي نظمتها الموسوعة العالمية للأدب العربي (أدب) بالتعاون مع “مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية”.
شام المجد تحمل على جناحي يمامة رسالتها في الحياة: سنحبّ ما دمنا نعيش.. ونعيش ما دمنا نحبُّ..#تحدي_الإلقاء_للأطفال pic.twitter.com/FSAF5Vl1Ta
— ياسر الأطرش (@yaser_atrash) December 4, 2018
موهبة مبكرة
من الملفت أن موهبة “شام المجد” في نطق اللغة العربية الفصحى برزت بوقت مبكر جداً، حيث تقول والدتها “أذكر أنها سرقت لبّ طبيب الأطفال المعالج في الشارقة عندما كان عمرها سنة ونصف فقط؛ كانت تتكلم جملاً كاملة وصحيحة مؤلفة من ست أو سبع كلمات، فقال الطبيب يومها: هذه الجمل يتقنها ابن الخمس سنوات”.
تضيف والدة شام المجد “من هنا ابتدأت مهاراتها اللغوية، حرصنا من يومها أنا ووالدها على أن ننمي فيها حبّ اللغة، فبدأت تتابع أفلام كرتون باللغة الفصحى وكان مشاهدة تلك الأفلام باللهجة المحكية مرفوضاً وخطاً أحمر”.
مع انتقال عائلتها إلى تركيا، برز تحدّ جديد أمام شام المجد وعائلتها، تقول والدتها “عندما انتقلنا إلى تركيا بدأت مخاوفنا بأن لا تتقن شام لغتها الأم قراءة وكتابة، جربنا معظم رياض الأطفال في أنطاكيا ولكنها مع الأسف لم تفِ بالغرض بل زادت الطين بلة، بدأنا نبحث لها عن مدرسة مختصة تعلمها اللغة وقد بدأنا مع معلمة للغة العربية في المنزل، وخلال أربع أشهر أنهت شام منهاج الصف الأول العربي الابتدائي بفصليه وكان عمرها خمس سنوات وبدأت بمنهاج الصف الثاني”، وتضيف “الآن شارفت على إنهاء منهاج الصف الثالث مع تميزها باللغة التركية وأحرزت المرتبة الأولى في الصف الأول هذا العام، لقد حاولت معلمتها في الروضة التركية العام الفائت أن تثنينا عن تعليم العربية لشام بحجة أنها لن تتقن أيّاً من اللغتين ولكن لم نلق لكلامها بالاً وتابعنا باللغتين وقطفت شام المجد البارحة أولى ثمار معرفتها للعربية”.
تربية سليمة.. لغة سليمة
“كنا أنا ووالدها حريصين على إجراء حوارات مطولة معها باللغة العربية” تقول والدة شام المجد.
أما والدها، الشاعر ياسر الأطرش، يقول “حرصنا على تعليم شام اللغة العربية في مرحلة مبكرة جداً، حيث وصلت وهي بعمر الرابعة إلى نطق سليم لكثير من الكلمات والجمل بالعربية”، وأوضح أنها في عمر الخامسة أصبحت تقرأ وتكتب العربية بشكل جيد، مؤكداً على أنها لا تزال تعمل على تطوير نفسها في اللغة العربية.
بالإضافة إلى شغفها بسماع أشعار والدها، لفت الأطرش الانتباه إلى أهمية القرآن الكريم في تنمية اللغة العربية لدى “شام”، مشيراً إلى أهمية مراقبة المحتوى الذي تتابعه من أفلام ومواد باللغة العربية عبر “يوتيوب” وغيره من الوسائل، وفي هذا الصدد قال “كنا نستبعد كل المواد السمعية أو المرئية عبر يوتيوب التي تحوي لغة عربية غير سليمة تماماً، وهو ما ساعد على تقويم لسانها”.
وعبر الأطرش عن سعادته بالتفوق الذي أحرزته شام المجد، وبالمشاركة الواسعة التي حظيت بها المسابقة في أنحاء الوطن العربي، موضحاً أنه كان حريصاً على أن تكتسب “شام” المزيد من الثقة بنفسها وحباً أكبر لهذه اللغة، واختتم حديثه متمنياً التوفيق للأطفال العرب، وخصّ السوريين منهم في شتاتهم قائلاً “أحضّهم على تعلم لغتهم وجعلها اللغة الأم لأنها وعاء التفكير”.
* عن المسابقة
“تحدي الإلقاء للأطفال” هي مبادرة أطلقتها الموسوعة العالمية للأدب العربي (أدب) بالاشتراك مع “مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية” وتبنتها وزارة الإعلام السعودية، وقد وصلت أعمار الأطفال المشاركين حتى 12 عاماً، واشترطت المسابقة على الأطفال إلقاء الشعر الفصيح، في مقطع مرئي لا يزيد عن دقيقتين، على أن يذكر اسم الطفل وعمره ودولته، وينشر تحت وسم المسابقة. وقد شهدت المسابقة مشاركة وتفاعلاً واسعاً عبر منصة “تويتر” بشكل رئيسي.
عذراً التعليقات مغلقة