ياسر محمد – حرية برس
لم تمضِ ساعات على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحذرة من هجوم كبير على إدلب، حتى بدأت روسيا حملة جوية شرسة على مناطق غربي المحافظة، أدت لاستشهاد وجرح عشرات المدنيين، وذلك بعد 22 يوماً من سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين ضامني “أستانا” (تركيا وروسيا وإيران).
وفي التفاصيل، شنت مقاتلات حربية روسية، اليوم الثلاثاء، عشرات الغارات الجوية على أهداف مدنية غربي إدلب في منطقتي جسر الشغور وسهل الغاب، وهو المحور الذي كان متوقعاً لإطلاق معركة إدلب، وقال العميد أحمد رحال إن الغارات شملت بلدات وقرى (محمبل- جسر الشغور – حرش بسنقول- كفردين- الجانودية- بشلامون. – بيدر شمسو – تل أعور- البدرية- الصحن- المنصورة- المشيك – السرمانية- الشغر- إنب – غاني- صريريف- جدرايا- سهل الروج)، وأدت الغارات حتى الآن إلى استشهاد خمسة أطفال في جسر الشغور، وفق مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح، كما وقعت عشرات الإصابات في صفوف المدنيين على امتداد مناطق القصف.
ومع بدء روسيا حملتها العسكرية على إدلب، حذر جنرال أمريكي كبير من عملية عسكرية شاملة بإدلب، وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، اليوم الثلاثاء، إن عملية عسكرية سورية كبيرة على منطقة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة ستؤدي إلى كارثة إنسانية، وأوصى بدلاً من ذلك بتنفيذ عمليات محددة على نطاق ضيق على “المتشددين” هناك. وهو ما يبدو تفسيراً لتصريحات ترامب التي أطلقها عبر “تويتر” فجر اليوم، محذراً بشار الأسد من شن “هجوم متهور” على إدلب، مضيفاً: “سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً بالمشاركة في هذه المأساة الإنسانية المحتملة. مئات الآلاف من الأشخاص ربما يُقتلون. لا تسمحوا بحدوث هذا”.
إلا أن روسيا، ومع بدء هجومها الوحشي على المدنيين بإدلب، رفضت تصريحات ترامب، وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في سياق تعليقه على تغريدة الرئيس الأميركي حول العملية في إدلب، “إن التحذيرات من التداعيات دون حسبان تهديد الإرهابيين هو نهج ناقص وغير شامل”. وأضاف: “استقر عدد كبير من الإرهابيين هناك، وبالطبع هذا يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع بشكل عام.. إنه يقوض عملية السلام السورية ويجعل المنطقة قاعدة للهجمات على القوات الروسية في سوريا”.
ناشطون وسياسيون معارضون رأوا في تغريدة ترامب فسحاً في المجال لعملية عسكرية جزئية في إدلب، وهو ما لم تفوته روسيا، فكتب الصحفي وائل التميمي: (“ضربات محدودة” هي ترجمة لكلام ترامب أمس عن “التهور”. يعني الافضل هجمات جراحية محدودة على مواقع النصرة بدلاً من هجوم شامل على إدلب). وقال الإعلامي السوري غسان ياسين: “ترامب يغرد قبل قليل عن إدلب وكأنه ناشط سياسي أو حقوقي.. هذه التصريحات بمثابة ضوء أخضر للروس باستكمال جرائمهم في سوريا والبدء بقصف إدلب”.
اللافت أن تركيا لم تصدر أي تصريح رسمي حتى اللحظة، فيما التقى وزير دفاعها خلوصي آكار، اليوم، ممثل الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري، واكتفت وكالة الأناضول التي أوردت الخبر بالقول إن الرجلين بحثا آخر التطورات في سوريا، من دون إيراد أي تفاصيل. كما أوردت الوكالة أن وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو تحدث هاتفياً إلى نظيره الأمريكي مايك بومبيو، من دون تفاصيل.
عذراً التعليقات مغلقة