روسيا تمهّد في مجلس الأمن لـ”الهجوم الكبير” على إدلب

فريق التحرير28 يوليو 2018آخر تحديث :
Sputnik

ياسر محمد – حرية برس

في خطوة تبدو إخطاراً للمجتمع الدولي بقرب اقتحام إدلب، رفض مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة مشروع قرار تقدم به مندوب هولندا لمنع هجوم على آخر قلاع المعارضة والتي تضم نحو أربعة ملايين مدني ما بين سكان أصليين ومُهجرين.

وقال رائد فقيه، مراسل قناة الجزيرة في مقر الأمم المتحدة، إن مندوب هولندا في مجلس الأمن أعرب عن قلقه الشديد إزاء مسألة إدلب، وكشف أن أحد أعضاء المجلس اعترض يوم الأربعاء الماضي على تضمين بيان لمجلس الأمن حول سوريا فقرة تنص على ضرورة عدم الهجوم على إدلب.

وأردف “فقيه”: “مصدر ديبلوماسي أكد لنا أن روسيا هي من اعترض وحال دون إضافة هذه الفقرة على البيان”.

وتأتي الخطورة ليس من التهديد الروسي باقتحام إدلب وحسب، بل من صمت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على التهديدات الروسية، حيث جاء اعتراض المندوب الأمريكي بمثابة الموافقة، فقال نائب المندوبة الأميركية أمام مجلس الأمن: “بالحديث عن إدلب فإن النظام وأنصاره يواصلون تصرفاتهم العدوانية وهم يعززون قواتهم العسكرية للهجوم الكبير القادم. يحتاج هذا المجلس بشكل عاجل إلى وضع تدابير لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إلى إدلب حيث يتعرض مئات الآلاف للخطر”.

ورأى المعارض السوري بسام جعارة في الموقف الأمريكي موافقة كاملة على اقتحام إدلب، فكتب على صفحته في تويتر: “نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن: النظام السوري يعزز قواته للهجوم على إدلب ويجب وضع تدابير لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إليهم .. موافقة صريحة”..

وتعوّل المعارضة السورية، ومعظم فصائل إدلب المسلحة، وكذلك المدنيون، على تركيا في منع هجوم كبير للنظام وميليشياته بدعم روسي إيراني على إدلب والمناطق المحررة الملاصقة لها من حماة وحلب واللاذقية، وهو ما أكده نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض، إذ قال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” نُشرت أمس الجمعة: “لا شك لدي بأن لدى النظام وإيران رغبة قوية بفتح معركة عسكرية في إدلب، لكن أعتقد أن الأمر لن يكون متاحا لهما”.
وأضاف: “نتبع كل الإجراءات لحماية إدلب والمدنيين فيها بالتعاون مع تركيا كدولة ضامنة، من أجل تجنيب إدلب هذا المصير العسكري”، مشيرا إلى “نقاشات” تجريها تركيا مع “روسيا كونها اللاعب الأكبر في الملف السوري”، وفق قوله.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال أمس الأول، إنه سيناقش ملف إدلب مع الرئيس الروسي بوتين، في اللقاء الذي جمعهما أمس في جنوب إفريقيا، على هامش قمة “بريكس”، إلا أنّ شيئاً لم يرشح عن اللقاء ومخرجاته.

وتحاول تركيا جاهدة تجنيب إدلب مصير درعا وغوطة دمشق، إلا أن الأمر يبقى رهناً لتفاهمات دولية – إقليمية، وفق ما يرى محللون.

وفي حين تسابق تركيا الزمن لإنقاذ أربعة ملايين مدني في إدلب وجوارها، فإن نظام الأسد والميليشيات ومعهم روسيا، يواصلون التحشيد العسكري من جهتين: غرباً على حدود جسر الشغور، وشرقاً عند مطار أبو الظهور، فيما تواصل فصائل المعارضة تحصين مواقعها وتدشيم النقاط الواقعة على ثغور المواجهة المحتملة.

يذكر أن رأس النظام، بشار الأسد، قال منذ يومين في لقاء مع وسائل إعلام روسية: “الآن هدفنا هو إدلب، لكن ليست إدلب وحدها، وهناك بالطبع أراضٍ في شرق سورية تسيطر عليها جماعات متنوعة. من بينها تنظيم داعش، الذي بقيت لديه بؤر صغيرة، وكذلك جبهة النصرة وتشكيلات متطرفة أخرى”. وأكد: “لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها”.

وتنتهي مفاعيل اتفاق “أستانا” الذي انتشرت بموجبه 12 نقطة عسكرية تركية في إدلب وجوارها، في 19 آب القادم، فهل سيتم تمديده ستة أشهر أخرى، أم أن تفاهمات أو معارك جديدة ستنهي مرحلة “أستانا” وتُدخل إدلب في عهد جديد؟..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل