إجلاء “كفريا والفوعة”.. قارب نجاة إدلب أم نذير تدميرها؟

فريق التحرير18 يوليو 2018آخر تحديث :
حافلات إجلاء مقاتلي كفريا والفوعة وعائلاتهم، الأربعاء 18 يوليو 2018فريا

ياسر محمد – حرية برس

أثارت تسريبات عن اتفاق سري جرى أمس الثلاثاء، لإجلاء كامل سكان ومقاتلي بلدتي كفريا والفوعة المواليتين بإدلب، لغطاً وقراءات متباينة بين المحللين والناشطين المعارضين، كما أن التسريبات حملت تناقضاً في وسائل الإعلام الكبرى التي نقلت الخبر، ما يضفي غموضاً وتشنجاً إضافياً على المشهد المحتقن أصلاً في إدلب.

فقد قالت وكالة رويترز للأنباء، إن طرفي الاتفاق هما “هيئة تحرير الشام” التي ورثت “جيش الفتح” الذي وقع اتفاق المدن الأربع عام 2015، وبين “الحرس الثوري الإيراني”، وأشارت إلى دور تركي في الاتفاق.

بينما نقلت وكالة فرانس برس عن رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاتفاق تم إبرامه بين روسيا وتركيا، من دون ذكر أي مشاركة لإيران في الاتفاق.

ورأى ناشطون سوريون في الاتفاق إنذاراً ببداية هجوم للنظام وروسيا على إدلب، بعد إجلاء أتباعهم من البلدتين المواليتين، وهو سيناريو متوقع بعد إعادة النظام وحلفائه احتلال درعا، وذكّر الناشطون بنصيحة ضباط روس لفصائل درعا بألا يتوجهوا إلى إدلب وأن يقبلوا بالمصالحة، لأن “المحرقة الكبرى” ستكون في إدلب خلال شهر أيلول القادم.

بينما ذهب المحلل العسكري العميد أحمد رحال مذهباً آخر، وكتب في صفحته على تويتر: “إيران وعصابة الأسد يبلغون سكان كفريا والفوعة في ريف إدلب المحاصرتين: عليكم المغادرة وإلا ستتحملون مسؤولية البقاء فنحن غير قادرون على الوصول إليكم وإذا ما اندلعت معارك ضدكم فالطيران الروسي لن يشارك”. ليرد عليه أحد المعلقين بالقول: “أنت بذلك تحرف البوصلة.. إنهم يعملون على إخراجهم بمساعدة القاعدة والأحرار والضفادع لتخلو لهم أرض إدلب.. فالأرض المحروقة سياستهم ووجود كفريا والفوعة يعيق هذه السياسة”.

وإلى رأي العميد رحال انحاز مصدر آخر في المعارضة، صرّح لوكالة رويترز أن الهدف من استئناف محادثات استكمال الاتفاق الآن هو تفادي احتمال شن قوات النظام وميليشيات مدعومة من إيران هجوما عسكريا لإنهاء حصار البلدتين الشيعيتين.

وتوصلت “هيئة تحرير الشام” وإيران، أمس الثلاثاء، إلى اتفاق ينص على إجلاء كامل سكان ومقاتلي بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في محافظة إدلب.

وقال مصدر في “هيئة تحرير الشام” لوكالة فرانس برس: إنه “سيتم إدخال 121 حافلة لإخلاء 6900 شخص بين مقاتل ومدني من الفوعة وكفريا مقابل الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام، فضلاً عن 40 أسيراً من كافة الفصائل”.

يذكر أن إجلاء سكان ومقاتلي كفريا والفوعة يأتي استكمالا لما يُعرف بـ”اتفاق المدن الأربع”، ويُقصد بها “مضايا والزبداني” بريف دمشق، و”كفريا والفوعة” بإدلب، وقد أبرم في العام 2015 بوساطة قطرية بين “جيش الفتح” الذي حرر إدلب آنذاك من جهة، وإيران من جهة أخرى.

وشهد العام 2017 تنفيذ أولى خطوات الاتفاق بتهجير عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من المدن المذكورة، إلا أن مفاعيل الاتفاق أصبحت بحكم الساقطة بعد سيطرة النظام والميليشيات على كامل ريف دمشق، ومنها مضايا والزبداني، وحلّ “جيش الفتح” الذي لم يورث تركته لأحد ولم يكلف أي فصيل بمواصلة الاتفاق.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل