حرية برس – زينة صبري:
يعيش آلاف الأطفال الأيتام في ظروف انسانية صعبة، بسبب الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، حالة نفسية سيئة سببتها الحرب لهؤلاء الأطفال أدت لضمور كبير في حياتهم الطبيعية، لذلك بدأت المنظمات والجمعيات بمحاولة لإخراج الأطفال من عنق الزجاجة المظلم الذي أحاط بهم من كل جانب. وفي هذا السياق أقامت مؤسسة حمزة الخطيب بالتعاون مع جمعية رعاية الأمومة والطفولة احتفالا تكريميا بمناسبة “يوم اليتيم” تحت شعار “يتيما ذا مقربة” برعاية ” للأطفال الأيتام وأمهاتهم في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي المحاصر ظهر أمس السبت.
الناشط “لؤي اليونس” قال في حديث خاص ل”حرية برس”: بدأ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاه جولة من الألعاب الرياضية منها لعبة ” شد الحبل، و لعبة الكرسي “، كما شهد الحفل عدة مسابقات شارك بها الأطفال، منها مسابقات لحفظة القرآن، و حفظة الأحاديث النبوية الشريفة، كما قام بعض الأطفال بالغناء.
يكمل اليونس قائلاً: شاركت أمهات الأطفال فرحة أولادهم، وذلك بحضورهن هذا الحفل المنظم حيث ضم الحفل قرابة80 عائلة من مدينة الرستن، بعدها انتقل منظمو الحفل إلى فقرة مهمة، وتوعوية تمثلت بحضور الأطفال لفلم وثائقي صغير عبر شاشة إسقاط، أيضا تم عرض مقطع للبرنامج الكرتوني “توم و جيري” أضافت هذه الفقرة أجواء رائعة وممتعة لوحظت على وجوه الأطفال المرهقة من ويلات الحرب وتبعات الحصار.
استمر الحفل لمدة ثلاث ساعات بحضور ثلة من الناشطين ومن كافة مناطق حمص وريفها. الآنسة “مها أيوب” مديرة جمعية رعاية الطفل والأمومة تحدّثت ل”حرية برس” عن هذا الحفل: برعاية مؤسسة حمزة الخطيب الخيرية قامت هذه الفعالية لتكريم الأطفال الأيتام تحت مسمى يتيم ذا مقربة، ضم الحفل 80 طفلاً و 80 أماً بعد فقدهم الأب، وكانت مؤسسة حمزة الخطيب هي السند لهم لمتابعة حياتهم، و كان يوم مميزا جداً، و أكدت “الأيوب” أن هدف هذه الفعاليات المتتالية في الريف الحمصي هو إخراج الأطفال من جو الكآبة، والخوف بسبب القصف الممنهج من قبل قوات الأسد، وإبعادهم عن جو الحرب الشعواء، وأيضا لتكريم الأطفال الشهداء الفاقدين لآبائهم تعويضاً بسيطا لهم.
تم توزيع هدايا لكل أطفال وأمهات الشهداء من قبل منظمي الحفل، و ختم هذا العرس الجميل بتوزيع الحلوى والفواكه على الأطفال و أمهاتهم. الطفلة “فاطمة” ذات العشرة أعوام عبرت عن شعورها لـ “حرية برس” قالت: عشت لحظات فرحة جميلة كنا قد حرمنا منها بسبب بشار الأسد الذي يقصف مدينتنا الجميلة بشكل مستمر، وقد حرمنا من حنان الأب وعطفه، فنحن كأطفال نشكر جمعية حمزة الخطيب على هذه البادرة الطيبة والمهمة .
في كل حفل يقام في ريف حمص الشمالي يؤكد الناشطون من خلاله أننا قادرون على إعادة الحياة لأطفالنا مهما حاول الطغاة قتل الحياة بكافة أنواع الإجرام وآلة القتل بلا هوادة، وأن الحياة لن تتوقف بحصار قوات الأسد للريف الحمصي الثائر فأهله يلقنون العالم بأكمله درساً في الصمود ومواجهة مشقات الحياة بزرع البسمة، والأمل على وجوه الأطفال و بالأخص الأيتام منهم .
عذراً التعليقات مغلقة