حملة “حلب ست الكل” تجمع 426 مليون دولار لدعم مشاريع تنموية وخدمية

الرئيس الشرع: حلب بوابة سوريا الاقتصادية وركيزة التنمية بعد رفع العقوبات

فريق التحرير21 ديسمبر 2025آخر تحديث :
حملة “حلب ست الكل” تهدف لجمع تبرعات لدعم إعادة الإعمار وتحسين الخدمات

جمعت الحملة المجتمعية “حلب ست الكل” أكثر من 426 مليون دولار خلال ثلاثة أيام من التبرعات، وذلك بهدف دعم مشاريع إعادة تأهيل البنى التحتية وتعزيز القطاعات الخدمية في حلب، بما يسهم في إعمار المدينة وعودة الحياة الطبيعية إلى مختلف أحيائها.

وأكد الرئيس أحمد الشرع أن مدينة حلب تشكل بوابة سوريا الاقتصادية، وركيزة أساسية في عملية البناء والتنمية، مشدداً على أن المرحلة المقبلة، ولا سيما بعد رفع العقوبات، تضع على عاتق أبناء حلب مسؤوليات كبيرة لقيادة النشاط الاقتصادي والتجاري على مستوى البلاد.

وقال الرئيس الشرع في كلمة عبر الفيديو إلى المشاركين في حملة “حلب ست الكل”: “كان بودنا أن نكون معكم اليوم، وإن شاء الله تكون كل أيامكم احتفالات وأعياداً، ومن نصر إلى نصر بإذن الله، فحلب كانت بالنسبة لنا شيئاً عظيماً، وكانت المفتاح والبوابة لكل سوريا“.

وأضاف الرئيس الشرع: إن حلب هي البوابة الاقتصادية لسوريا، وهي تفرض نفسها بأن تكون العاصمة الاقتصادية، واليوم بعد الانفتاح الذي حصل على سوريا ورفع العقوبات، أعتقد أن حلب سيكون لها الموقع الأول إقليمياً وليس فقط على مستوى سوريا، لتكون البوابة الأساسية وركيزة أساسية للنشاط الاقتصادي والتجاري في البلاد.

وقال محافظ حلب عزام الغريب في تصريح لـ سانا: إن الحملة شكّلت فعالية ردّ الجميل لهذه المحافظة وأهلها الذين قدّموا الكثير عبر سنوات الثورة، مشيراً إلى أن فاتورة تلك السنوات كانت كبيرة جداً على حلب من حيث حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمنازل السكنية، إضافة إلى العدد الكبير من الشهداء والمصابين الذين قدّمتهم المحافظة في سبيل تحقيق العدالة والحرية والكرامة.

وأضاف الغريب: لقد شهدنا اليوم تفاعلاً مجتمعياً واسعاً عزّز الثقة بين مختلف شرائح وأطياف المجتمع والحكومة، حيث حضر ممثلون عن جميع الوزارات وشارك عدد من الوزراء في هذه الفعالية، ما يعكس أهمية الحملة كحدث وطني جامع.

بدوره، أوضح المدير التنفيذي للحملة عبد الرحمن أبو صالح أن “حلب ست الكل” واجهت تحديات كبيرة منذ انطلاقها، سواء من حيث المكان أو التجهيزات أو البروتوكولات، إضافة إلى السعي للوصول إلى أعلى رقم ممكن من التبرعات، مؤكداً أنه جرى التغلب على هذه التحديات وخاصة ما يتعلق بتأمين الموقع المناسب لإطلاق الحملة، بما يضمن نجاحها وتحقيق أهدافها.

وكانت الحملة انطلقت بمشاركة رسمية وشعبية واسعة، حيث سجل اليوم الأول حصيلة بلغت 150 مليون دولار، فيما ارتفعت التبرعات في اليوم الثاني إلى 271 مليون دولار، لتصل في اليوم الثالث والأخير إلى أكثر من 426 مليون دولار، وهو ما يعكس حجم التفاعل الكبير من أبناء المحافظة داخل سوريا وخارجها، إضافة إلى مساهمات رجال الأعمال والمؤسسات الأهلية والمنظمات المجتمعية.

وتأتي هذه المبادرة امتداداً لسلسلة من الحملات التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية، مثل حملة “لعيونك يا حلب” للنهوض بواقعها، وحملة “المليون غرسة” لإعادة تأهيل الحدائق والمساحات الخضراء، وحملة “منورة حلب” التي عملت على إنارة المحاور الرئيسية للشوارع، فضلاً عن خطة شاملة لتأهيل الطرقات خلال العام المقبل 2026.

ويأمل أهالي الأحياء الشرقية في حلب بأن تسهم حملة “حلب ست الكل” في تحسين واقع الخدمات الأساسية في مناطقهم، ومواجهة التحديات التي خلفها الدمار والقصف الممنهج للنظام البائد، بما يعزز صمودهم ويعيد الأمل إلى حياتهم اليومية.

كما شهدت عدة محافظات سورية خلال العام الجاري، إطلاق حملات مماثلة لدعم جهود إعادة الإعمار وتحسين الواقع المعيشي والخدمي في المناطق المتضررة، من بينها “أربعاء حمص”، “أبشري حوران”، “دير العز”، “الوفاء لإدلب”، و”فداء لحماة”، في إطار تكامل الجهود الوطنية والمجتمعية لإعادة بناء ما دمره النظام البائد.

اترك رد

عاجل