العلم السوري يتسبب بجدل واسع بين الحزب الحاكم وحركة إسلامية في الجزائر

فريق التحرير20 ديسمبر 2016آخر تحديث :

أثار رفع علم الثورة السورية خلال وقفة تضامن مع حلب بالعاصمة الجزائرية جدلا بين الحزب الحاكم الذي وصفه بالإنحراف الخطير عن سياسة البلاد الخارجية، و”حركة مجتمع السلم” صاحبة الوقفة التي تقول أنها ليست مجبرة على التقيد بتوجهات الحكومة دوليا.

وبحسيب “وكالة الأناضول” يعود أصل هذا الجدل إلى وقفة تضامنية مع حلب نظمتها حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد)، الجمعة الماضية أمام مقر الحزب بالعاصمة شارك فيها أعضاء من الجالية السورية بالجزائر ورفعت خلالها أعلام الثورة السورية بدل العلم الذي يعتمده نظام الأسد.

ودعا الحزب خلال الوقفة “السلطات الجزائرية التي قامت على مبدأ الدفاع عن المظلومين أن تضغط دبلوماسيا على نظام الأسد لكي تحقن دماء أهل حلب لأن ما يحدث هو مجازر خطيرة”.

وأثارت هذا الخطوة انتقادات الناطق باسم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم حسين خلدون الذي أكد “رفع علم تنظيم مسلح مقابل الراية الرسمية للجمهورية العربية السورية تدخل سافر في سير مؤسسات رسمية وتشويشاً عبثياً على الموقف الرسمي للبلاد، إزاء قضية تشكل بعدا إقليميا للجزائر”.

وأوضح في تصريح لصحيفة “المحور اليومي”أن “الدستور يحصر رسم السياسة الخارجية في صلاحيات رئيس الجمهورية دون سواه وقانون الأحزاب السياسية يحرم التدخل في عمل الجهاز الدبلوماسي للدولة، لأن الأمر متعلق بالمصالح الكبرى للدولة”.

وعلق وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة على أزمة حلب السورية بالقول “أن ما حدث في حلب السورية هو أن الدولة السورية استطاعت أن تسترجع سيادتها وسيطرتها على المدينة” كما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

ورد رئيس حركة مجتمع السلم “عبد الرزاق مقري”، الاثنين، على اتهامات الحزب الحاكم بالقول أنه “لا يوجد ما يفرض اتباع السياسة الخارجية للحكومة لا في الدستور ولا في قانون الأحزاب”.

وأضاف في بيان أنه “لا يحصل الاتفاق حول السياسة الخارجية إلا من خلال حوار بين السلطة والمعارضة في حالات استثنائية على أساس الإقناع والتوافق على ما هي المصلحة الوطنية وليس الخضوع”.

ورأى أن السلطات لا تقوم بما “يجب لنجدة الشعب السوري وعدم التنديد بجرائم الأسد واستقبال بعض رجاله والسكوت عن تدخل روسيا وإيران في الشأن السوري خلافا لسياسة الدولة الجزائرية ذاتها التي ترفض التدخل الأجنبي من كل الأطراف”.

وتعد الجزائر من الدول العربية التي تحافظ على علاقات رسمية مع نظام الأسد، وسُجل خلال الأشهر الأخيرة تبادل للزيارات بين الجانبين.

ويذكر أن كثير من البلدان العربية شهدت وقفات ومظاهرات تضامناً مع مدينة حلب، كقطر والكويت وقطاع غزة بفلسطين المحتلة، استنكرت خلاها الصمت العربي والدولي على جرائم روسيا وقوات الأسد في الأحياء المحاصرة في مدينة حلب، وطالبت بحماية المدنيين من القصف، وايصال المساعدات الإنسانية لهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل