
تُوفّي السجين السوري محمّد حسن أبو نوفل، الملقب بـ”العصفور”، عن عمرٍ يناهز خمسين عامًا في سجن رومية، وسط اتّهاماتٍ لـ”الإهمال الطبّي” و”التقصير في تقديم الرعاية اللازمة”. ووفق رواياتٍ من داخل السجن، فإنّ أبو نوفل “تردّد أيّامًا عدّة إلى صيدلية السجن يصرخ من شدّة الوجع”، من غير أن يُنقَل إلى المستشفى على نحوٍ عاجل.
وأفادت مصادر من سجن رومية أنّ “آخر لحظات” أبو نوفل سبقت وفاتَه بمحاولاتٍ متكرّرة لطلب الإسعاف، مؤكّدةً أنّه “لم يتلقَّ تدخّلًا طبّيًا سريعًا” على الرّغم من تفاقم حالته. ولم تُعرَف على الفور تفاصيلُ الملفّ الصحّي للراحل، فيما طالب ذوو السجناء والناشطون بـ”فتح تحقيقٍ مستقلّ يحدّد المسؤوليات، وتحسين منظومة الرعاية الطبّية داخل السجون”.
ويذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى التي يموت فيها معتقلون سوريون في السجون اللبنانية، حيث شهد سجن رومية، في 14 آب الماضي، حادثة وفاة معتقل سوري داخل السجن نتيجة الإهمال المتعمّد، بعد اعتقال دام سنوات وسط ظروف احتجاز قاسية، كما توفي فتى سوري يبلغ من العمر 14 عاماً، في 29 أيلول الماضي، في مكان توقيفه بسجن مخصص “للفتيان” في منطقة الوروار في بعبدا شرقي العاصمة بيروت.
وجَدّدت مجموعاتٌ حقوقيّة مناشدتَها “كلّ المعنيّين في السلطتين التنفيذيّة والقضائيّة” التحركَ العاجل لمعالجة “الواقع غير المُحتمل” في السجون، مؤكّدةً أنّ “السجناء يشهدون يوميًّا تدهورًا خطيرًا في الأوضاع الصحيّة”. كما دعت إلى “خطّةٍ فوريّة للرعاية والعلاج، وتفعيل آليّات النقل الطارئ إلى المستشفيات عند الضرورة”.
وختمت الجهاتُ المناشدة بالتأكيد على “الحاجة إلى حلولٍ تشريعيّة وإجرائيّة شاملة”، مطالبةً بـ”تسريع بتّ ملفات الموقوفين، والنظر في العفو العام، وإنقاذ مَن تبقّى من السجناء قبل فوات الأوان”.
وسبق أن ناشد سوريون معتقلون في سجن رومية بلبنان، الرئاسة السورية للإسراع في حلّ ملف المعتقلين في لبنان على خلفية انضمامهم للثورة السورية، كما طالبوا الحكومة اللبنانية بالتعاون المثمر مع الجانب السوري، وتذليل العقبات والنظر بعين الإنسانية لملف السجون، بعيداً عن حسابات السياسة.








