ياسر محمد – حرية برس
بدأت مظاهر “التشيع” تتمدد في سوريا إبان تسلط بشار الأسد على الحكم خلفاً لوالده عام 2000 ميلادية، ولاحظها السوريون شاخصة للعيان عام 2006 وما بعده، متمظهرة بـ”حسينيات” انتشرت من الرقة ودير الزور وحتى إدلب، حيث تم التعامل معها ومع المسوقين لها بحزم آنذاك من قبل سكان بعض تلك المناطق، بينما تم السكوت عنها في مناطق أخرى.
ومع دخول إيران على خط قمع الثورة السورية عام 2013 تحديداً، أخذت المظاهر الدينية “الشيعية” تطغى في قلب عاصمة الأمويين ومدينة خالد بن الوليد، وصولاً إلى حلب (شمال)، ودير الزور والرقة شرقاً، فرأى السوريون بأعينهم وسمعوا بآذانهم “لطميات شيعية” في المسجد الأموي الكبير بدمشق (رمز حكم الأمويين)، وفي سوق الحميدية التاريخي وقلب دمشق القديمة، بينما أصبحت تلك المظاهر مألوفة في ضواحي دمشق التي سيطرت عليها ميليشيات طائفية موظفة عقيدياً وعسكرياً من قبل نظام إيران.
ومع الحديث عن صفقة (أمريكية – روسية) تؤدي إلى طرد إيران أو تقليص نفوذها في سوريا مقابل خروج الأمريكان وإعادة تدوير الأسد ونظامه، يواصل الإيرانيون وميليشياتهم فرض مزيد من الهيمنة الطائفية في عموم سوريا.
فقد أفاد المحامي والحقوقي رامي عساف أن “الأذان الشيعي” سُمع لأول مرة أمس الأول في مدينة البوكمال في ريف دير الزور، وكتب على صفحته الشخصية في تويتر: “سمع الموجودين في مدينة البوكمال اليوم، عبارة (حي على خير العمل) مرتين خلال أذان الظهر، وهي المرة الأولى التي يُؤَذّن فيها بهذا الأذان منذ تأسيس المدينة”. وأردف في توضيح أن ذلك كان في جامع عثمان بن عفان بالمدينة.
واتصلت المعلومة بمعلومة أخرى تفيد أن المحافظ الذي عينه رئيس النظام على محافظة دير الزور مطلع العام الجاري، شيعي الهوى، وهو عبد المجيد الكواكبي، الذي قال ناشطون إن إيران قد فرضت تعيينه، وقال حساب باسم “محامية ديرية”: “هل تعلم أن محافظ ديرالزور اليوم من عائلة الكواكبي الحلبية الشهيرة، وجده هو عبدالرحمن الكواكبي مؤلف كتاب (طبائع الاستبداد) الشهير.. لكنه تشيّع منذ سنوات وتم وضعه محافظاً برعاية ودعم كبير من إيران”.
وانتشرت قبل أسابيع صور لمدارس دينية شيعية في مدينة حلب، يقوم عليها “معمّمون” يتحلق حولهم أطفال يتعلمون المذهب الشيعي، كما كشف “حرية برس” في تقرير مطلع حزيران/ يوليو الحالي، أن زواج المتعة أصبح رائجاً جداً في حلب، وأقيمت مكاتب لتسهيله والترويج له، وأن مئات من الأرامل والعازبات يقبلن به في ظل الظروف الراهنة، وحصل على صورة لعقد “متعة” مدته 15 يوماً، مقابل 100 ألف ليرة سورية، وأوضح أن العقود تتراوح مدتها ما بين ساعة واحدة إلى عدة سنين.
ولم تعرف سوريا في معظم مراحل تاريخها الإسلامي هذا النوع من الزواج في ظل تحريم المذاهب السنية له، إلا أن الاحتلال الإيراني جلب كل أشكال الممارسات الغريبة عن السوريين وأعرافهم ومعتقداتهم، لينشرها بالترغيب المادي حيناً، وبسطوة السلاح أحياناً، في ظل غياب كامل “للسيادة الوطنية” التي يتشدق بها نظام الأسد، ولا يملك منها أكثر من حق الإدلاء ببيانات تؤكد شرعية وجود الاحتلالين الروسي والإيراني على الأرض السورية.
عذراً التعليقات مغلقة