حمص: فواتير الكهرباء عبء جديد في ظل الغلاء وتراجع الدخل

سكان المدينة يترقبون الفواتير الجديدة وسط استياء واسع وقلق من الزيادة

فريق التحرير 34 نوفمبر 2025آخر تحديث :

بدر المنلا _ حرية برس

بعد موجة ارتفاع الإيجارات وأسعار المعيشة، يواجه سكان مدينة حمص صدمة جديدة مع زيادة فواتير الكهرباء، ما أثار موجة من التذمر الشعبي في وقت تتراجع فيه القدرة الشرائية وتتفاقم الأعباء اليومية على معظم الأسر.

الزيادة الأخيرة، التي يعتبرها كثيرون “غير مدروسة”، جاءت لتُضاف إلى سلسلة ضغوط، أثقلت كاهل المواطن العائد إلى مدينته بعد سنوات من الغياب، في ظل ضعف الدخل وغياب البدائل.

رصد مراسل “حرية برس” في حمص، آراء عدد من الأهالي، الذين عبّروا عن استيائهم من الزيادة الأخيرة في فواتير الكهرباء وتوقيتها غير المناسب.

وقال أبو كنان لـ”حرية برس”، وهو تاجر من المدينة:

“الزيادة في الوقت الحالي صعبة جداً، فالناس تمر بضائقة مالية، ولن يروا هذه الخطوة مريحة. لو جاءت الزيادة بعد رفع رواتب الموظفين لكانت أخف وطأة، لأنها كانت ستحرك العجلة الاقتصادية قليلاً، حيث أن تطبيق العدادات الجديدة قبل الزيادة، كان سيساعد المواطن على ضبط استهلاكه، اليوم المواطن قد يتلقى فاتورة كبيرة ولا يملك المال لدفعها، لذلك نأمل بإعادة النظر بالقرار ليكون منسجماً مع الواقع المعيشي”.

من جانبه، اعتبر غياث حلواني، تاجر آخر من حمص، أن الصورة لم تتضح بعد قائلاً:

“لا يمكن الحكم على الزيادة حتى تصدر الفواتير الجديدة، لكن ما يُتداول عن تضاعف المبالغ مقلق جداً. الناس اليوم بالكاد تتحمل تكاليف المعيشة، فالإيجارات مرتفعة، والإعمار ما زال متعثراً، وها هي الكهرباء تزيد الطين بلة. المطلوب قليل من مراعاة لوضع الشعب”.

بينما أشار مصطفى الأصفر، أحد سكان المدينة، إلى أن المشكلة ليست في الزيادة بحد ذاتها، بل في حجمها وتوقيتها، موضحاً:

“نحن مع تنظيم التعرفة إذا كانت الزيادة بسيطة ومقبولة، لكن المواطن اليوم يواجه تكاليف متعددة: إيجار منزل، مدارس، وموسم الشتاء الذي يستهلك الكهرباء والمازوت والغاز. كل الأسعار ترتفع مع الدولار، لكن الأجور لا ترتفع. أغلب الناس يعملون باليومية ودخلهم لا يتناسب مع تكاليف الحياة. نأمل أن تراعي الدولة هذا الواقع وتطبّق وعودها بدعم المازوت في الشتاء”.

ويعيش الشارع الحمصي اليوم حالة من القلق والترقب بانتظار صدور الفواتير الجديدة لمعرفة حجم الزيادة الفعلي.

وبين الوعود الحكومية بالدعم الشتوي والمطالب الشعبية بالمراعاة، تبقى الحقيقة واحدة: المواطن السوري لم يعد يطلب أكثر من خدمة عادلة، وسعر منصف، وإدارة شفافة توازن بين الإصلاح والقدرة على الاحتمال.

اترك رد

عاجل