أدى تمسك الرئيس اللبناني ميشيل عون بموقفه بتسمية مقرب منه لوزراة الداخلية، إلى إعلان رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم الخميس اعتذاره عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
وقال الحريري، في تصريح مقتضب عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون: “التقيت مع الرئيس وأجرينا مشاورات في موضوع الحكومة، وخلال الكلام كان هناك تعديلات يطلبها الرئيس واعتبرتها جوهرية في التشكيلة التي قدمتها”. وأضاف: “وتناقشنا أيضاً في الأمور التي لها علاقة بالثقة، والواضح أن لا شيء تغير، ويبدو أننا لا نتفق مع الرئيس، واقترحت مزيداً من الوقت”.
واختتم الحريري بالقول:” قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة وأعان الله البلد”.
وكان الحريري تقدم أمس الأربعاء للرئيس اللبناني بقائمة كفاءات للحكومة الجديدة تضم 24 وزيراً. وأوضح الحريري بعد لقائه الرئيس عون: “تقدمت لرئيس الجمهورية بتشكيلة من 24 وزيراً من الاختصاصيين بحسب المبادرة الفرنسية وبحسب مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
وقالت أوساط مقربة من الحريري لموقع “العربي الجديد”، إنّ “الرئيس عون أراد إجراء تعديلات في وزارات سيادية، رغم أن الوزارات الأساسية التي اختارها الرئيس المكلف له لم يكن يرضى بتغييرها الحريري سابقاً، ولكن من بوابة التلاقي والتوافق عاد وأظهر ليونةً بها، بيد أن الرئيس عون أصرّ على وزارة الداخلية وأسماء لاقت رفضاً صارماً من الحريري”.
وبدأت الأوساط المقربة من الحريري تعمّم أجواء بأنّ “النتائج ستكون كارثية بعد اعتذار الرئيس المكلف”، محملة الرئيس عون “العواقب ونتائج القرارات التي اتخذها اليوم بسدّه الطريق أمام أي حلٍّ”.
هبوط قياسي لليرة اللبنانية
وعقب اعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة سجّلت الليرة اللبنانية هبوطا قياسيا جديدا أمام الدولار الأمريكي.
وتراوح الدولار الواحد في السوق الموازية بين 19900 و20000 ليرة، مقارنة مع 19200 في تعاملات منتصف اليوم.
وصرف الدولار صباح اليوم، بحوالي 19200 ليرة في السوق الموازية، في حين ما زال السعر الرسمي المحدد من المصرف المركزي عند 1510 ليرات.
وأدى الانهيار القياسي في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار منذ 2019، فضلا عن شح الوقود والأدوية والغلاء القياسي في أسعار السلع الغذائية، إلى فقدان المواطنين قدرتهم الشرائية، فضلاً عن انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي.
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، وصف البنك الدولي الأزمة في لبنان بأنها “الأكثر حدة وقساوة في العالم”، وصنفها ضمن أصعب ثلاث أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.
ويشهد لبنان أزمة سياسية حالت دون تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس/ آب الماضي، على خلفية انفجار مرفأ بيروت في الرابع من ذات الشهر. وتم تكليف سعد الحريري في 22 أكتوبر/ تشرين الأول بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة دياب، ولكن تعثّر تأليفها على مدى أكثر من ثمانية أشهر.
عذراً التعليقات مغلقة