ياسر محمد- حرية برس:
تناقلت وسائل إعلام ومحللون سياسيون أخباراً عن صراع خفي بين روسيا وإيران على اسم وزير الخارجية القادم في نظام الأسد خلفاً لوليد المعلم الذي توفي فجر أمس الإثنين.
ولا يُتوقع أن تُوكل المهمة إلى شخص من خارج الدوائر المعروفة والمقربة من رأس النظام والتي قادت حملته السياسية والإعلامية طوال سنوات الثورة السورية وحرب الأسد وحلفائه على السوريين، وتشمل هذه الأسماء (فيصل المقداد، محمد أيمن سوسان، بثينة شعبان، وبشار الجعفري)، إلا أن الاختيار لن يكون بيد نظام الأسد بمعزل عن داعميه، فلروسيا وإيران اليد الطولى في تعيين من سيكون واجهة النظام وحامل أكاذيبه إلى العالم.
فيصل المقداد: نائب وزير الخارجية في حكومة الأسد، ينحدر من محافظة درعا، ولد في قرية غصم في العام 1954، وحاز على بكالوريوس في الآداب من جامعة دمشق في العام 1978، وشهادة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي من جامعة تشارلز في جمهورية التشيك في العام 1993.
انضم إلى السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية في العام 1994، وشغل في العام 2003 منصب سفير سوريا ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة، حتى توليه منصبه كنائب لوزير الخارجية في العام 2006.
وقال مراقبون وسياسيون إنه “الاختيار المفضل لطهران” بسبب قربه منها ودعمه لتوجهاتها.
محمد أيمن سوسان: الخيار المفضل لروسيا التي نصحت النظام بالانفتاح على تعيينه خلفاً للمعلم، وينحدر سوسان من محافظة دمشق، وقد عُين معاوناً لوزير خارجية النظام عام 2014، ويعد الأقرب لوليد المعلم، إذ أوكل إليه الحديث باسمه في جميع المناسبات، وصار ظهوره الإعلامي يطغى على حضور فيصل المقداد في السنوات الأخيرة.
شغل سوسان منصب سفير نظام الأسد لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي قبل توليه منصب معاون وزير الخارجية، ولا يُعرف الكثير عن حياته العلمية أو الشخصية.
بشار الجعفري: أيضاً يعد خياراً إيرانياً، فعلى الرغم من أنه يقدم نفسه على أنه من مواليد دمشق، فإن مصادر عدة تنسبه إلى مدينة أصفهان الإيرانية، ودرس الجعفري في إيران، وهو متزوج من سيدة إيرانية، ويتقن اللغة الفارسية، وله كتب تدلل على ثقافته الإيرانية، أهمها رسالته لنيل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية، والتي تمحورت حول “الإسلام الشيعي”، بالإضافة إلى كتابه “أولياء الشرق البعيد”، الذي يمجّد دور إيران في نشر الإسلام في أرخبيل الملايو.
وللجعفري خبرات وأعمال مخابراتية عديدة في الخارج، إذ قام لسنوات بمراقبة الناشطين السوريين المعارضين لحكم عائلة الأسد، ورفع التقارير الأمنية من أوروبا بشكل دائم عن أحوال هؤلاء المعارضين.
بثينة شعبان: تعد خياراً إيرانياً أيضاً، لكن حظوظها تبدو أقل من السابقين بحكم عدم خبرتها في الشؤون الخارجية.
تنحدر بثينة شعبان من قرية المسعودية بريف حمص، ولدت عام 1953، ودرست الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، وحصلت على الدكتوراه من جامعة يورك البريطانية. وعملت لوقت طويل مع رأس النظام السابق، حافظ الأسد، كمترجمة خاصة له، وبعد وفاته شغلت منصب المستشارة السياسية والإعلامية لبشار الأسد.
عام 2002 عُينت شعبان مديرة لدائرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية، وفي العام 2003 تسلّمت منصب وزير شؤون المغتربين، وبقيت وزيرة حتى العام 2008، حيث تم تسميتها المستشارة الإعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية.
ومنذ أيام تمت تسمية لونا الشبل مستشارة إعلامية لرأس النظام، أي في ذات اختصاص شعبان، من دون ذكر أي شيء بخصوص الأخيرة.
يذكر أن لروسيا وإيران اليد الطولى في تسيير السياسيات الداخلية والخارجية لنظام الأسد، علماً أن ذلك خلق تنافساً بين الدولتين المحتلتين لقسم كبير من سوريا، من دون أن يصل ذلك التنافس إلى مرحلة الصدام حتى الآن.
Sorry Comments are closed