في مناظرة تلفزيونية هي الأولى في تاريخ الجزائر، قدم مرشحو الرئاسة الخمسة برامجهم على وقع مظاهرات متواصلة رافضة للانتخابات ولمحاولات الطبقة الحاكمة تكريس شخصيات النظام كمقربين من الحراك الاحتجاجي.
المناظرة التي تأتي قبل نحو أسبوع من موعد الاقتراع الذي يعارضه الحراك الشعبي، شارك فيها كل من عز الدين ميهوبي مرشح حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني، وعبد المجيد تبون المرشح الحر، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل.
وفي الأثناء واصل عشرات الآلاف مظاهراتهم وسط العاصمة الجزائرية ضمن سلسلة تجمعات أسبوعية تسبق انتخابات رئاسية تعارضها الحركة الاحتجاجية التي تخشى من أن ترسخ في السلطة السياسيين المقربين من الحرس القديم. وعلى مدى تسعة أشهر، خرج المتظاهرون في مسيرات كل جمعة للمطالبة بألا ترسخ الانتخابات المرتقبة الخميس المقبل النخبة السياسية المرتبطة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي تنحى في نيسان/أبريل على خلفية الاحتجاجات.
ويذكر أن المرشحين الخمسة الذين يسعون للحلول محل بوتفليقة هم إما من أنصار الرئيس السابق أو كانوا أعضاء في حكوماته. وتعرض جميعهم لانتقادات المتظاهرين.
ويعد اليوم الجمعة الـ42 على التوالي الذي تنظم الحركة الاحتجاجية فيه مظاهرات في أنحاء البلاد. وأقيمت نقاط تفتيش لم تسمح إلا للسيارات المسجلة في الجزائر العاصمة بالدخول إلى المدينة فيما انتشرت حافلات على متنها عناصر شرطة بلباس مدني وآخرين من قوات مكافحة الشغب مزودين بخراطيم مياه في وسط العاصمة.
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن السلطات الجزائرية “صعّدت حملتها الأمنية ضد التظاهرات استباقا للانتخابات” عبر “تنفيذ عمليات توقيف تعسفية” خلال الأسابيع الأخيرة.
عذراً التعليقات مغلقة