بإشراف المؤسسة العامة للتبغ.. “الدخان الفاسد” يغزو أسواق حلب

فريق التحرير11 يونيو 2018آخر تحديث :

زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس

تعيش مدينة حلب فترة من الفترات التي لم تسجل في مر الأزمنة والعصور التي مرت بها المدينة فبعد انتشار بيوت الدعارة والترويج للمخدرات والحبوب المخدرة، وصولا إلى انتشار المواد الغذائية والأطعمة الفاسدة، قامت مراكز توزيع التبغ في المدينة بترويج كميات كبيرة من الدخان الفاسد “المضروب” خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أجبر بائعي الدخان على شراء الدخان المضروب بكميات كبيرة، من أجل طرحه في الأسواق وبيعه للمستهلكين بصورة مباشرة، وقد أبدى المدنيون في مدينة حلب استيائهم من هذا الأمر، خاصة أن مصادر هذه الكميات المضروبة من الدخان أتت من مستودعات التخزين في محافظتي طرطوس واللاذقية، واللتين يوجد فيهما جميع المستودعات التي يتم تخزين الدخان لفترات طويلة دون مراعاة تهوية تلك المستودعات.

ومع أن أسعار الدخان ترتفع دائما وبشكل مستمر في مدينة حلب إلا أن طرح الكميات الكبيرة من الدخان المضروب وإجبار المدنيين على شرائها أثار موجة من الغضب والاستياء الشديدين، خصوصا أن المدينة تستهلك بشكل يومي نحو خمسمائة كرتونة من الدخان وهي معدل تقريبي بحسب ما ذكر أحد بائعي الجملة.

وقال البائع في حديث لحرية برس “يوميا أقوم بالتسوق لشراء الدخان من مؤسسة التبغ التابعة للنظام في حي الجميلية وطبعا أراقب أسعار الدخان فهي ترتفع بنسبة كبيرة وتنخفض بنسبة ضئيلة جدا، ومع ذلك فإن العمل في مجال بيع الدخان مستمر ولم يتأثر مثل غيره من المهن أو الأعمال، وبالرغم من ارتفاع سعره بشكل مستمر إلا أنني لا اتفاجئ مطلقا، ولكن منذ مطلع الشهر الجاري أصبح يتم إجبارنا على شراء كميات من الدخان المضروب، مع كل كرتونة يفرض علينا خمسة كروزات وبنفس سعرها الأصلي بالرغم من أنها مضروبة، وعندما نرفض شراء الدخان المضروب يلغون عملية البيع ويحرموننا من الشراء لمدة أسبوع كامل”.

وأضاف بائع الدخان الذي رفض الكشف عن اسمه (لأسباب أمنية) لحرية برس “كراتين الدخان تأتي جميعها من محافظة طرطوس وبعضها الآخر من اللاذقية وغالبا ما تكون قد تعرضت لسوء التخزين أو أن أحد تجار الدخان يريد التخلص منها فلا يجد سوى هذه الطريقة”.

ويحاول تجار الدخان المتواجدون في مناطق الساحل والتي تخضع لسيطرة ميليشيات تابعة للعوائل المقربة من بشار الأسد بيع هذه الكميات المضروبة من الدخان في معظم المحافظات ولكن يتم التركيز على البيع بكميات كبيرة لمدينة حلب والتي تعتبر الثقل الاقتصادي، فبحسب نظرة هؤلاء التجار فإن مدينة حلب هي المكان الأنسب لتصريف الدخان المضروب الذي أصبح يغزو أسواق المدينة، حيث يجبر بائعو الدخان على شرائه وبسعره الأساسي دون مراعاة أنه لا يصلح ويجب إتلافه.

بالإضافة إلى أن الدخان المضروب أصبح يغزو المدينة، يقوم تجار الدخان بترويج نوعيات جديدة من الدخان مجهولة المصدر ولا تحمل أي تفاصيل تدل على بلد المنشأ والتعبئة، ومعظم هذه النوعيات من الدخان يستوجب إتلافها ولكن مؤسسة التبغ التابعة لنظام الأسد تقوم بترويج هذه النوعيات بشكل مقصود ومتعمد بالرغم من وجود الأجهزة الرقابية والتي لا تستطيع تحريك ساكن خصوصا في ملفات بيع الدخان المضروب والترويج له خوفا من أن يتم تصفيتهم من قبل عناصر مسلحين يتبعون لتجار ومهربي الدخان المحسوبين على عائلة الأسد.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل