رسالة إسرائيلية هددت الأسد للابتعاد عن حرب غزة

بشار الأسد يأمل بمقابل من الغربيين ويكره حماس

فريق التحرير26 أبريل 2024آخر تحديث :

منذ بدء حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يحرص نظام الأسد على عدم الانجرار إليها، رغم أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق بضربة إسرائيلية، كاد يشعل المنطقة، حسب ما رأى عدد من المحللين.

فبعد 13 عاماً من الصراع في سوريا، يحاول بشار الأسد الموازنة بين داعمتيه الرئيسيتين: إيران، التي سارعت ومجموعات موالية لها إلى “مساندة” حركة حماس، وروسيا التي تدفع باتجاه الاستقرار في المنطقة.

“سندمرك”
وفي السياق، أوضح مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن “الأسد تلقّى تحذيراً واضحاً من الإسرائيليين، بأنه إذا ما استُخدمت سوريا ضدهم، فسوف يدمرون نظامه”.

فيما أشار المحلل في معهد واشنطن أندرو تابلر إلى أن روسيا “حثّته على البقاء بمنأى عن النزاع” الدائر بين حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

هدوء في الجولان
وفي حين سارع حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن إلى فتح جبهات ضد إسرائيل دعماً لحماس، بقيت جبهة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل هادئة نسبياً.

إذ كشف تابلر أنه تم إحصاء “بين عشرين وثلاثين هجوماً صاروخياً من الأراضي السورية” نحو الجولان منذ بدء الحرب، إلا أن معظمها لم يسفر عن أضرار.

كما أضاف أن معظم الصواريخ سقطت في مناطق غير آهلة، معتبراً أن هذا ما “جرت قراءته في واشنطن وخارجها على أنه رسالة مشفّرة، مفادها أن الأسد يريد البقاء خارج الحرب في غزة”.

أكثر من ذلك، أقدمت إيران مؤخرا على خفض وجودها العسكري في الجنوب السوري وتحديداً في المناطق المحاذية للجولان، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية في الرابع من الشهر الحالي إنشاء مركز إضافي في الشطر السوري من الجولان مهمته “مراقبة وقف إطلاق النار على مدار الساعة وخفض التصعيد” بين القوات الإسرائيلية وجيش النظام السوري، فضلا عن “رصد أي استفزازات محتملة”.

“مقابل”
وبينما ابتعد بشار الأسد عن الواجهة، رأى الدبلوماسي الغربي أنّ “الأسد يأمل خصوصاً أن يحصل على مقابل لضبط النفس من الغربيين، ويدفعه الروس باتجاه ذلك”.

كما أعرب عن اعتقاده بأن “الأسد يكره حماس ولا رغبة لديه بدعم الإخوان المسلمين، الذين قد يعزز فوزهم موقع نظرائهم في سوريا”، نظراً للعداء التاريخي بين الجانبين.

وكانت وتيرة الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا ازدادت منذ السابع من أكتوبر الماضي.

فيما شكّل استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق مطلع نيسان/أبريل، ومقتل قياديين كبيرين في مليشيا الحرس الثوري، صفعة قوية لطهران، التي ردّت في 13 أبريل بهجوم غير مسبوق ضدّ إسرائيل، استخدمت فيه 350 طائرةً مسيرة وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل.

وبعد أسبوع، استهدف هجوم نسب إلى إسرائيل وسط إيران، لكن طهران قلّلت من أهميته وقالت إنها لن ترد عليه.

توتر العلاقة مع حماس
يذكر أن العلاقة بين نظام الأسد وحركة حماس اتسمت بالصعوبة، وتوترت انطلاقا من العام 2011 على خلفية انتقاد الحركة تعامل سلطات نظام الأسد مع الاحتجاجات التي عمّت البلاد حينذاك.

وبعدما كانت الحركة تتخذ من دمشق مقرا لها في الخارج وتُعد من أوثق حلفاء الأسد الفلسطينيين، أقفلت عام 2012 مكاتبها في العاصمة السورية، وعلقت نشاطاتها وغادر قياديوها، لتبدأ قطيعة استمرت أكثر من عقد.

لكن في خريف 2022، أعلنت حماس استئناف علاقتها مع دمشق، من دون أن تستعيد حضورها فيها.

ورداً على سؤال عن إمكانية عودة العلاقة مع حماس إلى ما كانت عليه، قال الأسد في مقابلة صيف 2023 “من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية”.

المصدر العربية نت

اترك رد

عاجل