لجين مليحان – حرية برس:
يعاني القطاع الصحي اليوم في الجنوب السوري، من تدهور كبير، بعد سيطرة قوات نظام الأسد والميليشيات المساندة على المنطقة، وهو في حالة يرثى لها، في سياسة يتبعها نظام الأسد للانتقام من أهالي الجنوب، لا سيما أنه بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة أُغلِقَتْ جميع المشافي الميدانية والمراكز الطبية التي كانت تعمل قبل السيطرة وتوقف العمل الطبي من المنظمات الخارجية مثل ’’أطباء بلا حدود‘‘ و’’سامز‘‘.
وقال الدكتور ’’أحمد الحريري‘‘، أخصائي في طب الطوارئ، في جديثه لحرية برس، إن ’’الوضع الصحي في درعا متدن للغاية بعد سيطرة نظام الأسد على درعا، فقد كانت مؤسسات المعارضة تعمل بالتعاون مع المنظمات على توفير وضع صحي جيد من خلال الدعم المخصص، وتوفير علاج مجاني لأهالي المنطقة، ولكن مع توقف الدعم الطبي والوضع الاقتصادي السيئ لم يعد للأهالي القدرة على العلاج وتحمل تكاليفه في مشافي نظام الأسد‘‘.
وأشار الدكتور إلى أن المنطقة الشرقية من درعا يتجاوز تعداد سكانها 400 ألف نسمة، وما زال أهالي المنطقة يذهبون إلى مشفى درعا الوطني، أما أهالي المنطقة الغربية من درعا، فيذهبون إلى مدينة درعا أو دمشق أو السويداء.
وذكر الدكتور الحريري أن نظام الأسد رفض إعادة معظم الكوادر الطبية المتبقية في درعا، التي كانت تعمل قبل سيطرة النظام، إلى عملها، مؤكداً أن هذه الكوادر تخضع إلى محاكمات واستجوابات قانونية، أما البقية، وهم النسبة الكبرى من أطباء درعا، فقد هُجّروا إلى الشمال بعد سيطرة نظام الأسد على المدينة خوفاً من الاعتقال ورفضاً للبقاء تحت حكم نظام الأسد وسياسته القمعية.
وتحدث الحريري عن سرقة ’’جميع الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية من المشافي الميدانية وبيعها في السوق السوداء في دمشق بأبخس الأسعار، حيث سُرِقَ من مشفى مدينة الحراك أدوية بقيمة 100 ألف دولار تقريباً‘‘.
وأضاف الدكتور أن ’’الوضع الصحي تغيّر إلى الأسوأ مقارنة بما كان عليه في المناطق المحررة سابقاً، حيث كان ممتازاً، حتى أنه لم يكن لدينا مشاف أو مراكز خاصة تتقاضى ثمن العلاج، كما أن معظم عيادات الأطباء أُغلقت، وتوجه الأطباء إلى المراكز والمشافي الميدانية‘‘.
وأوضح أن ’’الأدوية والتحاليل المخبرية كانت مجانية، أما الأن لا شي متوفر إلا مراكز لقاح تابعة للنظام فيها، وجميع الأهالي يذهبون من أجل العلاج إلى السويداء أو دمشق، كما أن هناك شريحة كبيرة من الناس لا تستطيع التحرك بسبب خوفهم من الاعتقال رغم تسوية أوضاعهم‘‘.
بدوره، قال ’’أبو لؤي‘‘، أحد سكان مدينة درعا، إن ’’الوضع الطبي مفجع للغاية في درعا، لا سيما أن مستوصف ’الطيبة’ لايوجد فيه غير ممرضة ومستخدمة لتقديم اللقاح فقط، وهناك مستوصف واحد فقط في درعا يوجد فيه طبيب واحد ومشفى مدينة ’نوى’ يوجد فيه طبيان فقط، ويوجد نقص كبير في الأدوية والكادر الطبي، وهذا يعود إلى هجرة أطباء درعع في بداية الثورة، أو تهجيرهم إلى الشمال السوري بعد سيطرة نظام الأسد على الجنوب‘‘.
ونوّه أبو لؤي إلى أن مشفى درعا الوطني هو الوحيد الذي يعمل في المنطقة كلها، وجميع خدماته سيئة للغاية، ولايوجد رعاية صحية ونظافة أبداً، حسب وصفه، مضيفاً أن العمليات الجراحية تُجرى فيه مقابل مبالغ مالية، لا بالمجان، حيث تبلغ تكلفة العملية في المشفى الوطني 150 ألف ليرة سورية، كما أنه عبارة عن فرع أمني حيث يجري التحقق من أي شخص قبل دخوله.
ويسعى نظام الأسد جاهداً إلى الانتقام من أهالي الجنوب السوري عبر القطاع الصحي، وسط غياب واضح ومتعمد للمؤسسات الصحية، بالإضافة إلى سوء الوضع المعيشي الذي يقف عائقاً أمام الأهالي للعلاج، ناهيك عن الخوف من الاعتقال في أثناء التنقل.
عذراً التعليقات مغلقة