محاولات لإقصاء إيران عن الحل السوري.. والنظام يعرقل “لجنة الدستور”

فريق التحرير24 أكتوبر 2018Last Update :

ياسر محمد – حرية برس

أحبط وزير خارجية النظام، وليد المعلم، آخر مساعي المبعوث الدولي، ستافان دي مستورا، الذي زار دمشق اليوم الأربعاء لبحث تشكيل اللجنة الدستورية، قبل تخليه عن منصبه نهاية شهر تشرين الثاني القادم، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى إسطنبول التي ستحتضن السبت القادم اجتماعاً رباعياً يشكل تطوراً نوعياً في المساعي الدولية لحلحلة القضية السورية، بعيداً من إيران التي تم إقصاؤها، إلا أن وزير الخارجية الروسي، صرح اليوم أن موسكو ستدعو إلى اجتماع يضم إلى جانبها تركيا وإيران في وقت لاحق، ما يجعل استبعاد إيران محل شك.

وفي التفاصيل؛ حرم وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم، المبعوث الدولي المستقيل، ستافان دي مستورا، من الخروج بمنجز خلال ولايته التي استمرت أكثر من أربع سنوات، وكان يعوّل في نهايتها على تشكيل “اللجنة الدستورية” التي أقرها “مؤتمر الحوار السوري” في سوتشي مطلع العام الجاري.

وقال “المعلم” لدي مستورا: “إن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي يقرره الشعب السوري دون أي تدخل خارجي”، علماً أن اتفاق سوتشي يقضي بتشكيل اللجنة مثالثة من المعارضة والنظام ومستقلين يسميهم دي مستورا.

وزاد وزير خارجية الأسد: “إن إطلاق عمل هذه اللجنة يجب أن يراعي المبدأ المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسوريا، والمتمثل بضرورة الالتزام القوي بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها أرضاً وشعباً”.

إلا أن مراقبين رأوا في تعطيل النظام مراوغة لكسب مزيد من الوقت وإعطاء روسيا زخماً في القمة الرباعية التي ستستضيفها إسطنبول يوم السبت القادم، وتضم (فرنسا وألمانيا وروسيا) إلى جانب المضيف التركي، وتهدف إلى إرساء قواعد وآليات حل سياسي سوري يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومُخرجات أستانا.

وعُقد أمس الثلاثاء اجتماع على مستوى نواب وزراء خارجية الدول الضامنة لـ “آستانة” في موسكو للتنسيق قبل قمة إسطنبول الرباعية، فيما أعلنت موسكو أمس ترتيبات لاجتماع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة. لكن الكرملين أكد أمس أنه “لا يتوقع اختراقات من القمة المرتقبة”، وإن رحب بتشكيل “صيغة جديدة” تضم الدول الأربع، روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، ما يعني تهميش الدور الإيراني في العملية السياسية.

لكن سرعان ما تدارك وزير الخارجية الروسي الأمر، وأعلن اليوم، عن نية روسيا الدعوة إلى قمة جديدة تضم زعماء روسيا وتركيا وإيران، وإن كان لم يحدد لها وقتاً معيناً بعد، فإنها تنطوي على رسالة مفادها أن إيران ما زالت موجودة في المشهد السوري من بوابة “أستانا” التي لا يريد الضامنون إنهاء حلقاتها على الرغم من أن أهدافها قد أُنجزت، ولا وجود لإيران في اتفاق إدلب، آخر مناطق المعارضة.

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوربيون يرون ضرورة إخراج إيران سياسياً وعسكرياً من الساحة السورية، بينما تناور روسيا في الملف، وكان آخر تصريح للرئيس الروسي في هذا الخصوص أنه ليس من مهمة روسيا إخراج إيران أو إقناعها بالخروج من سوريا.   

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل