ياسر محمد – حرية برس
حرص رأس النظام السوري، بشار الأسد، وحلفاؤه الروس، على تسويق شعارات مخدرة لمؤيديهم، تظهر عدم هزيمتهم في إدلب بعد نجاتها من المحرقة التي كانوا يعدونها لها، تزامناً مع بدء فصائل المعارضة سحب سلاحها الثقيل من “المنطقة منزوعة السلاح” التي أقرها “اتفاق سوتشي” حول إدلب، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام” التي سحبت أسلحتها إلى داخل إدلب فيما يبدو تنفيذاً للاتفاق من دون إعلان موقف رسمي.
فقبل يومين على الموعد الذي حدده “اتفاق سوتشي” لسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح حول إدلب، في العاشر من الشهر الجاري، قالت فصائل معارضة وناشطون إن المهمة ستُنجز بنهاية اليوم الاثنين، وأكد الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب ناجي مصطفى في تصريح لـ”حرية برس” أن الجبهة بدأت يوم السبت سحب السلاح الثقيل تنفيذاً للاتفاق من المنطقة منزوعة السلاح مع بقاء الخطوط الأمامية للجبهات ونقاط الرباط والمقرات والسلاح المتوسط والخفيف في مكانها دون أي تغيير.
وكان لافتاً أمس، أن “هيئة تحرير الشام” -التي لم تعلن موقفاً رسمياً من اتفاق إدلب- بدأت بسحب سلاحها الثقيل من مناطق في جبل اللاذقية الى عمق إدلب، بالتزامن مع استمرار عملية تصفيات غامضة تستهدف قيادات الهيئة.
كما أكد مصدر قيادي في الجيش الحر، أن “الفصائل، ومن بينها فيلق الشام، بدأت بسحب أسلحة وآليات من مناطق عدة، بينها جسر الشغور، وجبل التركمان في ريف اللاذقية، ومنطقة أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي، وسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي”. وأفاد ناشطون بأن “هيئة تحرير الشام بدأت بسحب دبابات من محيط تلة الخضر في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي”.
ورداً على الخطوات التي توحي بأن الاتفاق يسير كما هو مخطط له، ما يشكل نجاحاً للجهود والخطط التركية، حرصت روسيا وحليفها “بشار الأسد” على التخفيف من آثار الاتفاق بالقول إن “الاتفاق مؤقت” وأن إدلب “ستعود في نهاية المطاف إلى الدولة السورية”.
وفي هذا الصدد، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، إن إدلب في نهاية المطاف يجب أن تنتقل إلى سيطرة “الحكومة السورية”، مؤكداً أن مذكرة روسيا وتركيا حول إدلب يتم تنفيذها، والأجواء تغيرت إلى الأفضل. وأضاف فيرشينين في حديث لوكالة “سبوتنيك” أن روسيا وتركيا قامتا بتحديد حدود المنطقة المنزوعة السلاح بمحافظة إدلب، قائلا: “تم تحديد حدود المنطقة المنزوعة السلاح” من دون الإعلان عن تفاصيلها.
ويأتي التصريح الروسي كترديد صدى لمزاعم بشار الأسد يوم أمس الأحد، والتي قال فيها إن اتفاق إدلب “إجراء مؤقت”، وأنها ستعود إلى سيطرة نظامه في النهاية، ما يعكس خيبة الأمل التي أصابت النظام حتى عاد إلى “المقاومة بالشعارات” التي خدر بها المجتمع السوري والعربي لما يزيد عن أربعة عقود باسم “المقاومة والممانعة”.
Sorry Comments are closed