أعلنت حكومة باراغواي عن إعادة سفارتها إلى تل أبيب، يوم الأربعاء، لتتراجع عن قرارها السابق بنقل السفارة إلى القدس، وهو الإعلان الذي ردت عليه حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق سفارتها في باراغواي بأمر من رئيس وزراء حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو”.
وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية في الباراغواي عن إعادة السفارة إلى تل أبيب إثر قدوم الرئيس الجديد “ماريو بنيتيز” وأرجعت السبب إلى إن القدس تعد عاملاً معقداً في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وأكدت حكومة الرئيس الجديد “ماريو عبده بينيتيز” التي تسلمت مهامها منتصف آب/أغسطس في بيان أنها اتخذت هذا القرار “للمساهمة في تكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية بهدف التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط”.
وكان رئيس باراغواي السابق “هوراسيو كارتيس” قد افتتح في 21 أيار/مايو السفارة الجديدة لبلاده في القدس اقتداء بالولايات المتحدة التي أثارت خطوتها غضب الفلسطينيين، وأعلن يومها الرئيس المنتخب ماريو عبده بينيتيز أنه لم تقع استشارته في هذا القرار، وكانت باراغواي بخطوتها في مايو/أيار البلد الثالث الذي ينقل سفارته إلى القدس بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني “رياض المالكي” إنه بذل “جهداً كبيراً في هذا الصدد، خلال لقائه الرئيس الجديد الذي أوعز لوزير خارجيته بترتيب الأمور مع المالكي، واتفق الوزيران على أن يتم ذلك بهدوء، وأن يصدر القرار عن خارجية الباراغواي بدايات شهر أيلول، يليه التزام المالكي بهذا الاتفاق الذي كان يقضي بعدم اللجوء لمحكمة العدل الدولية كما هو الحال مع الإدارة الأميركية وحكومة غواتيمالا”، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وأوضحت الخارجية الفلسطينية أنه لدى عودة المالكي لفلسطين، قام بإبلاغ الرئيس بالأمر وعليه تم الاتفاق على الالتزام بالاتفاق وعدم التصريح بالأمر لحين صدور القرار من جانب حكومة الباراغواي وهذا ما تم.
نتنياهو ينتقم
وفي رد انتقامي أعلن المكتب الإعلامي لرئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أن الأخير أمر بإغلاق سفارة بلاده لدى باراغواي رداً على قرارها إعادة سفارتها من القدس إلى تل أبيب.
وقال مكتب نتنياهو في بيان مقتضب أصدره مساء اليوم الأربعاء: “رئيس الوزراء.. أوعز لوزارة الخارجية بإغلاق السفارة الإسرائيلية لدى باراغواي”، مشدداً على أن “إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة إلى قرار بارغواي الاستثنائي الذي سيعكر صفو العلاقات بين البلدين”.
وكانت واشنطن قد نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس، في 14 آيار الماضي، بعد أن وقع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في 6 ديسمبر/ كانون أول 2017، وثيقة تعتبر القدس المحتلة بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.
فيما نقلت غواتيمالا، في 15 مايو/ أيار الماضي، سفارتها إلى القدس المحتلة أسوة بواشنطن التي أثارت خطوتها غضباً شعبياً وعربياً ودولياً، وتسببت سياسة “ترامب” في انتكاسة لجهود استئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والمتوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014، ويرفض “عباس” التعاطي مع إدارة “ترامب” منذ قرارها بشأن القدس العام الماضي، واتهمها مرارا بالانحياز إلى إسرائيل.
Sorry Comments are closed