حرب تصريحات بين “حميميم” و”الجولاني” تحرج تركيا وتلهب إدلب

فريق التحرير22 أغسطس 2018آخر تحديث :

ياسر محمد – حرية برس

عاد “أبو محمد الجولاني” قائد “هيئة تحرير الشام” لتسخين الوضع في الشمال السوري المحرر عامة، وإدلب خاصة، بعد أسابيع من الهدوء، وذلك من خلال كلمة مرئية له بثتها حسابات الهيئة بمناسبة عيد الأضحى الذي حلّ أمس الثلاثاء، لترد عليها قاعدة “حميميم” الروسية في الساحل السوري بتصعيد إعلامي، مع استمرار قوات النظام في حشد قواتها على جبهات ريف إدلب الغربي، ومطار حماة العسكري المتاخم لريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

فبعد أيام من الهدوء عاشتها إدلب والشمال المحرر، عقب تفاهمات تركية روسية، عاد التسخين الإعلامي إلى الواجهة بعد كلمة لأبي محمد الجولاني وزيارات ميدانية قام بها إلى ريف اللاذقية المتصل بريف إدلب الغربي، وقال الجولاني في كلمته، أمس الثلاثاء، إن حلّ “هيئة تحرير الشام” أو فكرة تسليم سلاحها هو أمر مرفوض وغير قابل للنقاش، متهماً من يدعو لذلك بـ”الخيانة”، ومؤكداً أن الهيئة تعد العدة لمواجهة قوات النظام وحلفائها، ومقللاً من شأن نقاط المراقبة التركية المنتشرة في المحافظة، والتي “لا يمكن الاعتماد عليها” وفق قوله.

ولم يتأخر رد القوات الروسية المحتلة، حيث قال قائد ما يسمى “مركز المصالحة الروسي”، اللواء ألكسي تسيغانكوف: “قيادة تشكيلات (هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة)، أعلنوا عن التحضير لأعمال هجومية ضد (القوات الحكومية) ورفض أي حوار حول التسوية السياسية”.

واستغل تسيغانكوف تصعيد الجولاني ليذكر أن “المسلحين احتجزوا خلال أسبوعين أكثر من 500 شخص من أنصار الحوار مع دمشق وساقوهم لجهة مجهولة”، في إشارة إلى اعتقال الهيئة وفصائل الجيش الحر العشرات من مروّجي المصالحات.

إلى ذلك؛ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها حصنت قاعدة “حميميم” وزودتها بنسخة معدلة من المنظومة الصاروخية قصيرة المدى من طراز “بانتسير” بعدما فشلت النسخة السابقة منها في مواجهة الهجمات.
وكشفت أمس صحيفة “أزفيستيا” الروسية تفاصيل عن التدابير التي اتخذتها وزارة الدفاع الروسية لتعزيز القدرات الدفاعية للقاعدة، بعدما برزت ثغرة في درجة حمايتها من وسائل الهجوم قريبة المدى.
تزامن ذلك مع استمرار قوات النظام في تعزيز وجودها بين اللاذقية وإدلب، فيما يبدو أنه تحضير لهجوم بري على هذه المناطق وسط استمرار المساعي الدبلوماسية بين موسكو وأنقرة للوصول إلى تسوية في إدلب.

كما تحدثت وسائل إعلام موالية ومعارضة عن وصول تعزيزات عسكرية إلى مطار حماة العسكري، فيما يبدو استعداداً لشن هجوم جزئي محتمل على بعض مناطق إدلب.

وينعكس التصعيد الإعلامي بين روسيا و”تحرير الشام” سلباً على المساعي التركية الحثيثة، سياسياً وعسكرياً، لمنع وقوع هجوم كبير على إدلب، حيث قالت أنقرة إنها لن تسمح بأي شكل من الأشكال بمهاجمة إدلب وارتكاب مجازر فيها، بينما طلبت روسيا من الجانب التركي الشريك في اتفاق “أستانا” ضمان تحييد “هيئة تحرير الشام” المصنفة إرهابية، من أجل كف يد النظام عنها.

وكانت عدة قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي، أصدرت بياناً قبل أيام طالبت فيه تركيا بالتدخل لحماية إدلب وإدارتها، وقابلت نقاط المراقبة التركية طلبات الأهالي ومخاوفهم بتطمينات كاملة طالبة منهم عدم مغادرة مناطقهم أو النزوح منها، تلا ذلك دخول تعزيزات عسكرية تركية على شكل قوات قتالية للمرابطة في نقاط المراقبة الاثنتي عشرة في إدلب وريف حماة الشمالي وحلب الغربي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل