ياسر محمد – حرية برس
مع استمرار النظام في حشد قواته ومليشياته على حدود محافظة إدلب (غرباً وجنوباً وشرقاً)، وصل إلى أنقرة أمس الاثنين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث سيناقش اليوم مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو عدة ملفات أبرزها مصير محافظة إدلب وجوارها، آخر معاقل المعارضة السورية، مع بروز تحليلات ومعطيات تفيد برغبة الجانبين بتجنيب إدلب معركة طاحنة، شرط فتح طرق التجارة بالكامل، وتحييد المسلحين “المتشددين” في إشارة إلى “هيئة تحرير الشام” والمقاتلين التركستان وتنظيم “حراس الدين”..
وقال مصدر سياسي روسي إن موسكو “تدعم استمرار الجهود التركية لتوحيد الفصائل المعتدلة في إدلب في مقابل إنهاء قضية هيئة تحرير الشام والتنظيمات المتشددة الأخرى في إدلب وريفي اللاذقية وحماة”، إلى جانب منع استهداف قاعدة “حميميم” الروسية، وضمان فتح الطريق من حمص إلى حلب، وضمان أمن الطريق الواصل بين معبر باب السلامة الشمالي ومعبر نصيب الجنوبي في المناطق من ريف حماة الشمالي حتى الحدود التركية”.
فيما نقلت مواقع معارضة عن مصادر في المعارضة السورية أن “تركيا ستتسلم الطريق من باب السلامة شمال حلب وصولاً إلى مدينة مورك بحماة، وستنشر مخافر لها على طول الطريق، فيما ستتسلم روسيا إدارة الطريق من قرية معردس في حماة إلى معبر نصيب في درعا”.
وهذا السيناريو في حال حدوثه سيحقق نصراً معنوياً لنظام الأسد، وفق ما تراه موسكو، وسيجنب تركيا موجة نزوح كبيرة لا تطيق تبعاتها، كما أن أي نزوح جديد يتعارض مع خطة ورغبة موسكو بإعادة اللاجئين السوريين من الخارج.
وقال مصدر روسي مبرراً هذا السيناريو إن “هدف روسيا النهائي يبقى إعادة فرض سيطرة نظام الأسد على كامل الأراضي السورية في مرحلة ما، قد تطول حتى سنتين”، لافتاً إلى أن “تجنب معركة كبيرة في إدلب، وفتح الطريق الدولي كاملاً لا يعطي نصراً معنوياً للنظام فحسب، لكنه يساعد في مشروع إعادة الإعمار الذي تتوقع روسيا أن يأخذ زخماً أكبر في الأشهر المقبلة”.
وفي شأن معركة إدلب ومصيرها، نشر موقع معارض تسجيلاً صوتياً لرجل الأعمال السوري وابن وزير دفاع النظام السابق، فراس مصطفى طلاس، يحذر فيه فصائل المعارضة “من العنتريات”، ويتوقع ترحيل التنظيمات المتشددة إلى الجبهات الملامسة للتنظيمات الكردية الانفصالية، وفق تفاهم تركي روسي يتم بموجبه تسليم إدلب إلى شرطة عسكرية روسية وتركية.
وتابع طلاس أن فصائل “جبهة النصرة، والحزب الإسلامي التركستاني، وجند الأقصى”، سيتم إرسالهم إلى مناطق التماس مع الأكراد في حلب والرقة، من أجل قتالهم، وهو ما يمكن أن يسفر عن تحالف جديد يضم الأتراك والنظام في صفوفه، ويوافق فيه الأمريكان على بيع المليشيات الكردية وإعادة كل مناطق سيطرتها إلى النظام، بحسب وصفه.
ويبدو أن فصائل المعارضة والحاضنة الشعبية في الشمال السوري، تعول على تركيا لتجنيب إدلب وجوارها المحرر معركة باهظة التكاليف، وهو ما يسهل على أنقرة إبرام اتفاق مع موسكو يقضي ولو مرحلياً بفرض سيطرة الجانب التركي على معظم محافظة إدلب، وفي هذا الشأن قال رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم، مصطفى سيجري: “مع استمرار الصمت الدولي حيال الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري وسعيه للبدء بعملية عسكرية في إدلب وما حولها، وبالإضافة إلى الاجراءات العسكرية المتخذة من طرفنا، نطالب تركيا بتحويل نقاط المراقبة المتواجدة في المنطقة إلى قواعد ثابتة ونشر مزيد من القوات”.
Sorry Comments are closed